شركة تطوير العقبة تطرح عطاءً دولياً لتشغيل مطار الملك الحسين من قبل شركة أجنبية. ومطار عمان الذي بني قبل 30 عاماً بأيد أردنية ستتم توسعته وتحديثه وإدارته لسنوات عديدة قادمة من قبل شركة أجنبية، وإذا لم يكن هذا كافياً فإن شركة الاتصالات الأردنية (أورانج) تتحدث عن استدراج عروض من شركات أجنبية للقيام بأبسط المهام وهي الرد على مكالمات الدليل 1212، لأن الأردنيين لا يحسنون رد المكالمات الهاتفية وإعطاء السائل الرقم الذي يستفسر عنه، فهذه مهمة كبيرة لا يستطيع أردني أو أردنية أن يتعلمها!!.
خططنا الاقتصادية تضعها لنا شركات أجنبية، وعلاقاتنا العامة وأفلامنا السياحية والوثائقية يجري إعدادها من قبل شركات أجنبية، وهناك أمثلة أخرى كثيرة بعضها يوجع القلب ويدل على أننا لم نعد نثق بأنفسنا.
أين ذهبت الكفاءات الأردنية التي كنا نفخر بها ونقول أنها لا تبني الأردن فقط بل تسهم في بناء دول المنطقة أيضاً حيث يعمل 600 ألف مغترب، وأن رأسمال الأردن هو الإنسان المبدع.
هل يعجز الأردنيون اليوم عن إدارة مطار صغير، أو إعداد فلم وثائقي، أو رسم خطة اقتصادية، أو حتى إعداد مشروع قانون، حتى نستعين بالخبرة الأجنبية؟ وإذا صح ذلك فلماذا لا نرسل مبعوثين ليتعلموا كيف تدار الأمور.
لماذا يبـدع الأردنيون في الخارج، ولكنهم لا يعطون الفرصة في بلدهم، وما الذي يحول دون تدريبهم وإعدادهم لأدق الوظائف وأصعب المهمات؟ هل في جيناتنا عيب خلقي؟.
إذا كان الأمر كذلك فبأي معنى نسـمي شبابنا وشاباتنا نشامى ونشميات، ولأي سبب نعتبر مواطننا أغلى ما نملك.
البلد الذي يحوي 25 جامعة لا يثق بقدرات أبنائه على إدارة أبسط شؤونهم لأن الإدارة فن لا يتعلمه ولا يقدر عليه سوى أجنبي. لو كنا من منتجي البترول لقلنا لا بأس، فالمال كثير، فلماذا لا نستأجر من يخدمنا ونتفرغ نحن لشرب القهوة!.
لم يبق سوى أن نستورد وزراء نسميهم مستشارين، ونبحث عن شركة أجنبية تزودنا بسفراء يجيدون العمل الدبلوماسي ويمثلون الأردن ويرفعون رؤوسنا في عواصم العالم.
في وقت ما كنا نقول لا يحرث الأرض سوى عجولها، ويبدو أن العجول البلدية أحيلت على التقاعد المبكر لتحل محلها عجول مستوردة!.
المقال عن الراي للدكتور فهد الفانك والكاريكاتور عن الغد للفنان عماد حجاج.