ثقافة تحمل المسؤولية الأخلاقية عن الأحداث !
علي الحراسيس
01-11-2018 11:45 PM
قد تؤسس استقالة وزراء التربية والسياحة التي جاءت على وقع ضغوطات شعبية واسعة وبرلمانية ضاغطة كانت تقدمت بحجب الثقة عنهم بعد حادثة البحر الميت المؤلمة ، خطوة اساسية في بناء سلوك وثقافة تحمل " المسؤولية الأخلاقية " في حوادث ترتبط بمؤسساتهم وتؤدي الى مثل تلك الخسائر او اقل منها بالرغم أنها جاءت متأخرة وتحت ضغوطات كثيرة ، لكنها خطوة طيبة .
ثقافة تحمل "المسؤولية الاخلاقية " كانت منذ عقود بعيدة ثقافة وسلوك الأفراد في بلدان اخرى وتحدث في مواقف اقل بكثير مما حدث في البحر الميت ، فهناك استقالات لوزراء في بلدان اخرى كانت تتعلق بتأخر موعد وصول القطارات او اغلاق طرق او انهيارات او فيضانات لم تكن بعضها تؤذي احد ، لكنها من وجهة نظرهم مسؤولية اخلاقية ويجب ان يتحملها احد ما وغالبا ما تتجه الى المسؤول الاول أكان رئيس الوزراء او الوزيرالمعني ،وهي ترتبط بمستوى عال من الشفافية واحترام اتجاه الناس وتقدير مواقفهم واحترام مشاعرعم ، فيما كانت تتميز في بلاد مثل بلادنا باللامبالاة وعدم الإكتراث بمشاعر الناس ومواقفها ، وتمضي الاحداث دون ان يتحمل احد مسؤولية ما يجري ، الأمر الذي نشر في بلادنا ثقافة الترهل والفساد وعدم انجاز العمل وتطور الى عدم الإكتراث بأرواح الناس او اداء المؤسسة وكان الوطن دوما من يدفع ثمن تلك الثقافات اللااخلاقية .
تحمل المسؤولية الأخلاقية يهدف دوما الى تهدئة الخواطر وتضييق الأزمات واحترام المشاعر والاتجاهات لدى العامة ، ورسالة مهمة في عدم التهاون في متابعة العمل او تهيئة الظروف لإنجاحه ، وتمنح المزيد من الدقة والانتاج الطيب خوفا من المسائلة والمحاسبة ، وهو أمر تنبهت له دول كثيرة كان له أثر طيب في تطورهم وابداعهم وخلقت معه الإنسان المنتم المبدع والمحب لوطنه وشعبه .