إن التقاط مؤسسات الدولة والقوى السياسية للتوجهات الملكية في كافة مناحي الاصلاح مازالت قاصرة حيث بدأ جلالته بطرح الاوراق النقاشية في عام 2012 وها نحن اليوم بعد مرور هذه السنوات لم نجد أي بوادر تبشر بالخير نحو توجهات سيد وقائد البلاد وربما هذا يعود للقصور في الاداء وعدم الفهم الحقيقي للتوجهات الاصلاحية الملكية .
إننا اليوم أمام ما نشره جلالة الملك قبل يومين من مقال مطول حول واقع مواقع التواصل الاجتماعي في الاردن ونوعية الخطاب السائد والانجرار خلف الاشاعات ( التي يمثل المجتمع الاردني بواقعه بيئة خصبة لها, لتدني وصعوبة الوضع الاقتصادي , وفقدان الثقة بمؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني ) وهنا يقرع الجرس جلالته مرة أخرى لمشاكل يعاني منها المجتمع الاردني ولكن هل يتم التقاط الرسائل الملكية من قبل الحكومة والمؤسسات المختلفة؟!
وهل هناك لدى الفريق الحكومي فهم عميق للمقال الذي خطه جلالة الملك ؟! , حيث تعرّض جلالته لِعَرَضْ يعاني منه المجتمع الاردني وهذا العَرَضْ لمرض مزمن أو لأمراض مزمنة يعاني منها المجتمع الاردني وهي دخيلة عليه منذ بضع سنين حيث ؛ خطاب الكراهية وعدم الثقة , العنف المجتمعي , الانجرار خلف الاشاعات , تدني منظومة الخلق والادب المجتمعي لدى فئة ليست بقليلة وتعظيم حالة الفساد الموجودة .
وإذا وعت السلطة التنفيذية هذه المشاكل التي يعاني منها المجتمع الاردني فلا بد من قيام المؤسسات المعنية بأخذ دورها والتشارك مع مؤسسات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية الفاعلة والعمل على تشريح هذه المشاكل والغوص فيها للوقوف على أسبابها ( وهنا لا بد من التعاون الوثيق مع المؤسسات التعليمية الجامعات ممثلة بالكليات الانسانية والاجتماعية لاجراء البحوث اللازمة ) حيث يأتي دور الوزارات والمؤسسات المعنية بتنفيذ برامج متكاملة وبالتنسيق الافقي بين كافة تلك الوزارات والمؤسسات الرسمية والاهلية التي تعمل حالياً بشكل منعزل عن الاخر تماماً ولا يوجد أي تنسيق للجهود فنحن بإنتظار أدوار مهمة وحقيقية تعمل على معالجة المشاكل التي نعاني منها .