الحرية المسؤولةد. بسام العموش
01-11-2018 01:23 AM
حينما يتحاور العقلاء في الحرية فإنهم بلا شك سيتفقون على أن الحرية من أهم عناوين الكرامة الإنسانية التي لا يجوز مسها ولا خدشها ولا الاعتداء عليها ولا انتقاصها ، لكنهم بنفس الوقت وبسبب المقتضى العقلي سيؤكدون على أن الحرية ليست مطلقة بل لا بد من قيد هام لها وهو القانون ، فالبيت له سقف، والأرض لها سقف ، والسيارة لها سقف ، وللحرية سقف هو القانون إذ بدونه سيتجاوز مدع للحرية على حرية الآخرين وعندها سيقع الصدام ولهذا قالوا : تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين . وهنا أتأمل ما يجري في بلدي وتحت عنوان الحرية يوم يقف شاعر أو كاتب أو مجموعة بمصادمة مشاعر الآخرين وعقيدتهم وتحدي المجتمع الذي ولدوا فيه وعاشوا في ظله !! رأيناهم في الألوان والبيجاما وقلق وكل يوم تسمع عن مكان يتفلتون ويتواعدون على تحدي المجتمع وهويته وثقافته مستغلين وسائل التواصل للدعوة الى التعري وشرب الخمور وهز الصدور وضرب القانون عُرض الحائط!! ووصلوا الى البحث في " تاريخ الله "!! و" ولادة الله " !! وحينما شكى بعض الذين يشعرون بنشاز ذلك ومعارضته للقانون ارتفعت أصواتهم منددة بأن الحرية في خطر وراحوا يستخدمون الألفاظ في غير مكانها واصفين معارضيهم بالإرهاب والتهمة السمجة الداعشية والظلامية وأفكار العصور الوسطى والرجعية !!! مع أنهم يدركون قدرة معارضيهم على الرد عليهم بأوصاف كثيرة مثل : التائهين والمارقين والهبيين والناعقين وفاقدي الهوية وحجارة الشطرنج التي تحركها جهات معروفة مشبوهة عميلة في زحمة لعبة الأمم . لماذا يستقوي هؤلاء بدول مجاورة ويعتبرونها رمز النضال وفسطاط الممانعة بينما استقواء المتضرر من العهر والتعري بالسلطة داخل بلده يرونه عارا" مع انه ما كان إلا تذكيرا" للسلطة بأنها مسؤولة عن تنفيذ القانون الذي لا يسمح بخدش الحياء العام واختراق النظام العام و الاعتداء على الرموز الدينية . |
نعم أستاذي المُلهم المُبارك ، فالحرية التي تتجاوز حدودها لتعتدي على حريات ومُعتقدات الآخرين ، أصبحت من الإرهاب الفكري المعنوي ، كداعش التي تمارس الإرهاب الحسي الملموس. شُكراً لك أستاذي الطيب وبارك اللهُ لكَ في فِكرك وقلمك .
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة