الحالة المطرية التي شهدتها المملكة مؤخرا وأفسدت علينا فرحة الموسم المطري بحادث مأساوي أليم فقدنا من خلاله عددا من فلذات اكبادنا في ساعات حزينة أبكت كل الاردنيين وهي ترى على شاشات التلفزة تلك الأسر المكلومة وهي تودع أبناءها في مشهد حزين سيبقى عالقا في أذهان كل أبناء الوطن الواحد.

يقول خبير التنبؤات الجوية جمال موسى في تفسيره عن هذه الحالة المطرية القاتلة أن كمية المطر الكبيرة المتساقطة خلال فترة قصيرة من الزمن ساهمت بشكل كبير في تشكل السيول بهذه القوة وخاصة فيما يعرف بالسيول الخاطفة وحذرنا وخلال نشرات متعددة من أن فصل الخريف يشهد دائما حالة من عدم الاستقرار المناخي وأن المنخفض الأخير شهد تساقطا للامطار تجاوزت كمياته 100 ملم في الساعة وجميعنا يتذكر الحالة المطرية التي شهدتها المملكة عام 2015 وتجاوزت كميات الأمطار 150 ملم في الساعة أي تتجاوز كميات هذا المنخفض الأخير لكن تجاوزنا ذلك رغم ما شهدته العاصمة عمان حينها من كميات كبيرة من المياه شكلت مستنقعات مائية في الشوارع والساحات.

النشرة الجوية التي ربما يغفل ربما عن متابعتها كثيرون وربما تلقى أهتماما لدى كبار السن كما يظن البعض بات متابعتها اشبه بالأمر الهام ويجب أن تكون ضمن اولويات المواطن وثقافته العامة فعليها تستطيع أن تمضي يومك بثقة وآمان.

أحد ضيوفي الأعزاء أعتذر عن المشاركة في رحلة بحرية قصيرة كنت قد أنهيت ترتيباتها في الساعات الأخيرة التي سبقت تأثر المملكة بهذا المنخفض القوي معللا ذلك بتغير الأحول الجوية مختصرا حديثه لي في الصباح الباكر بأن النشرات الجوية المتداولة تشير الى حالة من عدم الاستقرار الجوي تشهده المملكة خلال الساعات القادمة بل لم يكتف ضيفي العزيز بذلك بعد أن هم مغادرا الى عمان اذ كان ما بين الحين والآخر يدرج على صفحته الشخصية والتي يتابعها الاف الناس تحذيرات وتنبيهات عن ضرورة توخي الحيطة والحذر واشار في احدى منشوراته الى ان منطقة الزارة قبل فنادق البحر الميت تشهد انهيارات على الطريق واغلاقة ومئات الحافلات والسيارات عالقة في الاتجاهين كان ذلك قبل الحادث المأساوي ربما بدقائق وكنت أنا أعد العدة للسفر الى عمان لمشاركة أحد الاصدقاء أفراحه في مساء ذلك اليوم المشؤوم وسأسلك نفس الطريق المهدوم.

النشرة الجوية التي كاد البعض أن يجعلها فرصة للنيل من بعض المؤسسات الاقتصادية في المملكة عبر نشر أخبار مزيفة عن تعطل الحركة الملاحية في خليج العقبة ما سبب ارباكا لدى بعض الاوساط التجارية في المملكة حول تأخير عمليات المناولة في الميناء البحري الوحيد في المملكة وانتشر الخبر الملغوم كما تنتشر النار في الهشيم وكأن معظم الناس تعمل في التنبؤات الجوية الا ان سرعة الرد من أصحاب القرار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية وهي الجهة الرسمية التي تحكم عمل الميناء تداركت ذلك الامر جيدا باصدار بيان فندت بها الادعاءات المزيفة حول تعطل الحركة الملاحية وبأن حركة دخول السفن وخروجها تجري كالمعتاد وحسب النشاط الطبيعي للميناء.

أحد أقاربي من الملاحين البحريين وهو متابع جيد للنشرة الجوية بل يعتبرها واجبا رسميا تحكم عمله البحري قبل ذهابة للعمل يؤكد لي بأن التنبؤات الجوية من صلب عملنا الملاحي بدونها لا نستطيع أن نسير السفن خاصة اذا كانت الرياج غربية او جنوبية وذات سرعة قوية وشيء طبيعي أن تتوقف حركة السفن في كل موانئ العالم لأن هذا من مقتضيات العمل الملاحي العالمي وتسري أنظمته في أشهر الموانىء العالمية.

التنبؤات الجوية علم لا نستطيع أن ننعزل عنه بل يجب علينا كمؤسسات أن نلتفت اليه ونجعل من متابعة النشرات الجوية سلوكا يوميا متداولا في مسيرة حياتنا وأن نثق بكل ما يصدر من دائرة الارصاد الجوية من نشرات موضوعية ذات دقة متناهية في رصد كل المتغيرات المناخية التي يشهدها مناخ وطننا على مدار العام.

الدستور