همسه ... لكل يد من شمال الوطن الى جنوبه تحمل عطر (القمح ) السلام والمحبه والوفاء
كنت قد قررت السفر الى جوانب من محافظتي الكرك .. ألتمس فيها ذكريات الصبا وبجواري طفلتي جمانه التي شقيت معها في كثرة الأسئله (المحاره ) في كل ما رأينا , من (إبل) وأغنام تبعثرها (نغمة ) المقدمه كما يبعثرنا صوت (سيارة الغاز ) فننهض مسرعين للمطبخ نتفقد (الغاز ) , أردت من تلك الرحله أن ارى طعم القمح وسنابله في الصباح والندى يعطر القمح وهم يشرعون (بالحصاد ) على نغمة (منجلي ومنجلاه راح للصايغ جلاه ) .. ربما إستفزتني تلك الدمعه التي في عيوني وأنا التمس ذاك الصوت الشجي بكل تفاصيله بدمي ولحمي وتعبي ورحلة عمري ما بين (السفر من عمان الحبيبه وأنا طالب يتعلم علم الأحداثيات الى قريه ينتصب في كل أركانها رائحة القمح ) قبل ان يجف المطر بكل قرانا وما عدنا نلتمس إلا بقايا .. موسم من مواسم الحصاد بكل جنوبنا الصاخب على انغام (دفعات التخرج من جامعة مؤته العتيقه المعتقه ) بقنديل مؤته وصوت زيد وجعفر يوقظ (المزار الذي تحول الى كربلاء ونجف بفعل السياسه لا المذهب والمعتقد ),قرأت سيرة الحصاد بهذه الرحله وهناك بجانب الأرض موقد حطب (لشاي النار ) وهناك (تركتور ابو احمد ) وهناك مواشي واغنام وإبل من (الفرذخ وبسطا والقاع ) يزورن أرضنا وموسم الحصاد...
لملمت دمعتي المحاره .. وتوقفت كثيرا ألتقط تارة صوره وتارة تبعثر الكاميرا طفلتي وهي تقول أنا يا بابا أنا ... كأنها هي تريد إلتقاط الصور , فقلت دعيني يا بنيتي .. أواصل هذا المد الرائع لأرضنا وهذه الوجوه التي لفحتها شمس الارض الجنوبيه والشماليه لتحمل حبات القمح الى مخزنها العتيق وتوقظ سفر الجوع من كل مضاربنا (وتحمله ) الى نفسها من يوم جوع ويوم لا مطر فيه ولا حصاد ..
دعيني ألتمس من كل تلك ذكرى الحصاد بأيدينا نحن الصبيه ..
والارض يخاطبها المذاق ..
والسماء تلفحنا بالشمس الحاره ...
مضيت في سفري اُرقب المشوار فجمال هذه السفره رائحة القمح والناس يغطيهم العرق والتعب في نهاية اليوم يعودون الى مضاجعهم ,والى تعاليلهم والى إشعة الضوء والى قسمات الصباح الباكر وهم ينهضون ليبدوا يوم آخر من الحصاد ...
لملمت نفس وبنيتي وعدت أرسم في ذاكرتي جمال هذه الارض والناس وكتبت لكم بوحي هذا
فتحملوه كيفما كان .. وكانوا