الخامس والعشرين من تشرين أول يوم حزين على الوطن أوجعنا وألمنا بفقدان مجموعة من فلذات أكبادنا من طلبة ومعلمين ومواطنين في منطقة البحر الميت نترحم عليهم ونحتسبهم شهداء عند الله وندعو لله ان يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه وان يجبر على أهليهم وأسرهم وان يمن الله بالشفاء العاجل على جميع المصابين.
إمام هول الفاجعة والمصيبة والكارثة الطبيعية التي أحلت بنا تقتضي المصلحة العامة ان نقوم بتشخيص هذه الفاجعة بأسلوب علمي دقيق ومدروس لمجمل الكارثة التي حصلت وان نقوم بالتحليل والتفسير بعيدا عن موجات الإشاعات التي وردت والتي لا تستند إلى دليل أو رأي علمي متخصص مبني على دليل وحقيقة علمية مدروسة وهنا لابد من الإشارة إلى بيان نقابة الجيولوجيين الأردنيين والذي نشر في المواقع الالكترونية حول الحادثة والذي جاء فيه "قدمنا دراسات تحذر من حدوث هذه الظاهرة" وأكدت النقابة في بيانها أنها حذرت منذ عدة سنوات من حدوث هذه الظاهرة في مواقع مختلفة من المملكة وقدمت دراسات ميدانية وأبحاث علمية قام بها أساتذة متخصصين وطلبة دراسات علي بالإضافة إلى عمل ورش عمل بهذا الخصوص.
إمام هذا الحدث المؤلم وحتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة المؤلمة وكان شيئا لم يكن هناك مسؤوليات مهنية وأخلاقية وقانونية وأهمها سيادة القانون وتطبيقه وهو الفيصل في المساءلة ويجب إن يحاسب كل مقصر وفق القوانين والأنظمة المرعية فقد حان الوقت لمحاسبة كل مقصر وان نرى محاكمة لهم على تقصيرهم ومحاسبتهم وكذلك التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الانزلاق والانهيارات الصخرية والفيضانان في مواقع مختلفة في الأردن بطريقة علمية وذلك من خلال تحديد البؤر الساخنة في الأردن والتي تتطلب المزيد من الاهتمام وعمل الدراسات اللازمة والمخططات والخطط وكذلك الموازنات المالية الأزمة لمعالجة هذه الظواهر أو التخفيف منها وهذا يتطلب عمل خرائط جيولوجية يوضح فيها المواقع الخطرة والمحتملة للكوارث الطبيعية مثل الانزلاق والانهيارات والفيضانان وغيرها وتصنيفها حسب مدى خطورتها بالإضافة إلى تركيب أجهزة إنذار مبكر للمناطق الخطرة والمعرضة للكوارث وكذلك العمل على تحديد الأماكن المناسبة لإقامة السدود حسب الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية بالإضافة إلى دراسة التراكيب الجيولوجية في المنطقة ويتم ذلك من خلال إشراك نقابة الجيولوجيين ونقابة المهندسين الأردنيين وأصحاب الاختصاص في الجامعات الأردنية بالموافقات المطلوبة لإقامة مشاريع وطنية هامة كالسدود والطرق والإنفاق والجسور وغيرها.
إننا جميعا نثمن الجهود الكبيرة والمضنية والجهود التشاركية التي بذلتها أجهزة الدولة المعنية والفزعة الوطنية القوات المسلحة الجيش العربي الدفاع المدني, الأمن العام وقوات الدرك والأجهزة الأمنية وسلاح الجو والخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة ووزارة الداخلية وغيرها من مؤسسات الدولة وكذلك المواطنين والتي كانت بمتابعة مباشرة من جلاله الملك عبدالله وزيارة ميدانية إلى رئيس الوزراء للاطلاع على الحادث.
رحم الله شهداء الوطن والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين ونتمنى إن نرى محاكمة عادلة لكل مقصر في الحادثة ونتمنى إن نرى مكافئة وتقدير وتكريم لكل مخلص منتمي.