الثرثار لا ينقذ وطنا تأكله النار
29-06-2009 06:25 AM
قبل أيام سأل مذيع محطة بي بي سي "حكواتي" جامعة الدول العربية .. ماذا فعلتم لغزة بعد ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية عليها ؟ .. لماذا لم تزر غزة حتى الآن مع ان بان كي مون وعدد من الشخصيات الغربية زاروها ؟ لماذا لا يزال يعاني أهلها من الحصار .. أجمل إجابة لذلك القائد المدني المغوار كانت : لقد استطعنا انتزاع إدانة مجلس الأمن للعدوان .. وجاءت لجنة تقصي الحقائق الى غزة ، وطبعا ح زور غزة طبعا طبعا .. !
ان وجدنا العذر لذلك الديبلوماسي العربي .. فما هو عذر من تحكموا بمصير الشعب ، ولم تلهب ظهورهم سياط الاحتلال طيلة سنين خلت قبل يأتوها قادة ومدراء و مصاصو دماء !
ماذا سيقول " حيوان ناطق " ابتلاه الله بنعمة التفكير .. والثورة على فكر الحمير .. وبلادة الحمير .. وكراهية الشعير لأنه طعام تحبه الحمير .. وهذا ما جرني الى التفكير لماذا كل هذه الالتفافات التي تبلغ من العمر عتيا ، دون ان نعرف ماهو الحل .. وكيف لم نمتلك حتى الآن حق تقرير المصير .. استغفر الله ان أقول .. لو كانت بلاد زانية لما قبلت أن يطأها أولئك الأدعياء الدعاة .
أجلس أحيانا أفكر ويجالسني إبليس وانا لا أدري على أي جنب هو .. أفكر وأتساءل لماذا استشهد عمي ممدوح على ثرى فلسطين الطهور عام 48 لماذا استشهد ابن عمه علي هجر لماذا استشهد ابن عمهما سالم المسلط ..
أتساءل لماذا رفض ابن عمي النقيب في حرب ٦٧ مجحم عارف ظاهر الاستسلام وبقي ممتطيا دبابته التي تحمل اسم {حمدان البلوي } دون ان يولي الأدبار في المعركة حتى جاءته القذيفة في برج دبابته فأحترق جسمه بالكامل وكسرت يده وساقيه وحمله الصهاينة أسيرا دون موت أو حياة ، ستة من الأشهر قبل تبادل الأسرى مع جيش الأردني .
أتساءل.. مئات الشهداء من كل عشيرة وقرية أردنية ، ومثلهم من القرى الفلسطينية .. لن يكون آخرهم شهداء معركة البطولة التي قاوم شعب غزة فيها الزلزال الصهيوني الحارق قبل أشهر ستة عجفاء .
هل كل أولئك كانوا ضحايا لمخطط ٍ اسمه سلام الشجعان ؟
هل استشهد كل أولئك العرب الشرفاء كي يجلس أنصاف الرجال في لبنان ودبي وعمان وغيرها ليديروا معارك المال والأعمال ..هل أرخصوا أرواحهم الطاهرة حتى يتربع سماسرة الأفكار ودراسات الأشرار على مقاعد مكاتبهم الممولة من خزينة " نبوخذ نصر " الأمريكي ليصدروا آخر العام تقاريرهم الوهمية حول السياسات والحريات واللقاءات مع مهندسي خطط الاستيلاء والصهاينة النازيين في فنادق دبي وحواري الكويت وبارات بيروت وفلل عمان .. بينما هناك في " شعاب الانتظار " يقبع أبناء المخيمات الصامدون الصابرون الجائعون الذين أصبحوا أجدادا بعد ان كانوا أحفادا ، وهم لا زالوا يحلمون بالعودة الى "البلاد" .. يعيشون حياة لا ترضي العباد ولا يرضى عنها رب العباد يصدقون كذب العملاء في بنوك الصهاينة الأوغاد ..
لماذا يزعجني والدي الشيخ الطاعن في الوطن والبداوة والعمر الشرس في كل مرة يرى فيها قبة الصخرة عبر الشاشة ليقول " سقا الله على أيامك يا القدس ".. لماذا يراودني شعور بأنني سأجلس يوما مثله لأقول " سقا الله على أيامك يا بلاد " ؟
لماذا كان كل ذلك أليتنعم سماسرة القضية الفلسطينية والمشاريع الوطنية ، وباعة الأوطان العربية وبقية ديوك المزبلة بالنعيم غير المستقيم وشعبنا الصابر يبحث بين القمامة عن بقايا طعامهم الآثم ، ويدفعوا ضرائب رعونتهم وطيشهم ومقامرتهم بالتاريخ والحاضر وتفريطهم " بحواضر البيت " .
هل ذبُح الأطفال والنساء والرجال حرقا وهدما وقصفا في غزة الباسلة .. ولا زالوا يذبحون كل يوم جرّاء الحصار الذي لا يقل وطأة عن القتل بلهيب النار ، أين يذهبون ، أين يفرون ؟ جدار يحمي جدار .. فجار لا تزال أنيابه الصهيونية الوحشية تقطر من دمهم .. وجارٌ جارّ ! وسياج حوّل القطاع الى قطاع كمزارع الدجاج .. "يعلفون " بالحبة .. ويسقون بالقطرة .. ولو استطاعوا لمنعوا السماء أن تمطر عليهم حتى لو بنوا فوق فضاءهم حواجز من زجاج .. يا للمهزلة : أسُود ضوار تحاصرها النعاج !
ويحدثونك عن فلسطين وعن حق اسمه العودة .. فليبشر الجميع بطيب الإقامة وطول البقاء في كل بلد تآمر على فلسطين ، مدركا أو عن غباء .. في بلاد تصرف مئة ألف لشراء ملابس داخلية .. في بلاد يكلف شيخها " رأس حصانه " عشرة ملايين من الدولارات ليركض أمامه "شبيه الريح " ولا يستطيع ان يمنع الريح من أن يخرج من أسته أثناء الصلاة .. عربي يشتري حذاءه بخمسة آلاف دولار .. وهو لا يعرف كيف يلبس الحذاء .. وفي غزة يقتل الجوع مئات الأطفال وعشرات النساء .
العودة الى فلسطيننا حق لن نتنازل عنه أيها اليهود الغرباء .. جئتم من شتى البلاد والأمصار كاللصوص .. لن نستسلم لكم ولا لمن يفاوضكم أيها الجبناء .. لن نستسلم لخرافاتكم وما فيها من نصوص ،، سنعود كأننا الصبح حين تعود رماحه لتمزق خيمة الظلام .. والى كل من يريد تفريطا بحقنا فليقرأ التاريخ جيدا ، وليفتح أنفه لريح المسك الذي فاح من أولئك الشهداء .. ليشتم طيب رائحة الأرض المقدسة .. وليتذكر انه القدس الشريف .. ستبقى شقائق النعمان يانعة على جنباته حتى وإن طال الخريف .
فلسطين لن تعود على أيدي التجار الذين يقايضون البلاد بالأجساد والتراب بالثياب ، ويبحثون عن السلام في الكلام .. يحكمون شعبها المذبوح نهارا ، وينامون على شاطىء تل أبيب ليلا .. يشتمون إخوانهم بالعربية ، ويمدحون أعداءهم بالعبرية سمارا يتبادلون الأنخاب مع سمّار .
فلسطين يعيد لها العزة شخص واحد طال الزمان أو طال ، هو الشهيد ، هو سيد الرجال ، هويته شهيد ، ووطنه بندقية ، وبيته قبر على ثرى فلسطين .. وما دون ذلك فلترتع الغنم بالنِعم .. فالأرض أرض الله والكل ضيف عليها ..
للأمانة وبعيدا عن تناطح الأفكار .. و التأقلم والإتهام هناك تذكرة فليذّكر من يشاء من أولي العقول والقلوب المبصرة .. إسرائيل سرطان إن التهمك أمس سيلتهمني لا شك عما قريب .. فلا تصدقوا كل ثرثار نميم ولتقرأوا النص الوافي والجواب الشافي على موقع ( فلسطين في الذاكرة ) على هذا الرابط :
http://www.palestineremembered.com/Acre/Right-Of-Return/Story2254.html
.............................
royal430@hotmail.com