من وحي الفاجعة .. ثقافة المكابرةأ.د. خليل الرفوع
30-10-2018 05:22 PM
المكابرةُ وتضخمُ الأنا في أعضاء هذه الحكومة أهمُّ ما يميزُها ، ولعل ما يميزهم إضافة إلى ذلك هو أنهم لا يعتذرون ولا يسمعون لغيرهم أن يخطِّئَهم، ولا يتحملون أخطاء وزاراتهم أفرادا وإداراتٍ ، تلك المكابرة رأيناها في مواجهة مجلس النواب وفي مواجهة الناس أثناء الاجتماعات في مجالس المحافظات منذ أيام معدوداتٍ وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ؛ فكانت التضحية ببعض الوزراء سدًّا للذرائع وتجفيفًا للاحتقان الشعبي في تشكيلها الأخير، حينما يُصِرُّ بعضُ النواب على رفض وزير فعليه أن يعيدَ حساباته في نفسه ويتلمس ما حولَه ويستشير ويستخير، ففي واقعنا الديمقراطي - المفترض - أن النائب منتخب وأن الوزير ليس كذلك، وحينما يصر وزراء التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزيرة السياحة ووزير الأشغال على عدم الاستقالة في حدث فجائعي كارثي استشهد إثرَه أطفال ومعلمات ومواطنون أبرياء فهذا يعني أحد أمرين: إما أنهم لا يبالون بأرواح المواطنين، وإلَّا فما الذي منعهم من تقديم واجب العزاء لذوي المتوفَيـنّ رحمهم الله، وبخاصة وزير التربية والتعليم، أم أنهم يخشون من ردود أفعال الأهالي، فإذا كان الأمر كذلك فالمسئولية الأخلاقية تقتضي استقالةً غيرَ مأسوف عليها، وإما أن رئيس الوزراء الذي اختارهم غير قادر على تطويعهم وكبح جموحهم الاستعلائي فغضَّ الطرفَ عن تبعات مسئولياتهم كما غض الطرف نفسَه عن غيرهم من قبلُ، وبالتالي فهو مطالب بتقديم استقالته ليرتاح ويريحَ، ففي كل ديمقراطيات العالم المتقدم إن حدث ما يشبه ما وقع عندنا أو قريب منه يظهر المسؤول الأول إن كان وزيرا أم رئيس وزراء ويعلن على الملأ اعتذاره، ويقدم استقالته بجرأة وطنية وأخلاقية ولا يحمِّلُ مَنْ فوقه أو من تحته أخطاء موظفيه، وأما نحن فنكابر ونتسابق في تشكيل اللجان، ولا تكمن الشياطين إلا في أوراق تلك اللجان وأقلامها إن قُدِّر لتلك الأقلام أن تكتبَ الحقَّ ولتلك الأوراق أن تظهر وتُعْلَنَ للناس، وما حادث قلعة الكرك ببعيد. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة