تحمل المسؤولية الادبية والسياسية تعزز الثقة
د.محمد جميعان
30-10-2018 03:07 AM
المسؤولية الأدبية والسياسية في الديمقراطيات العريقة وحتى الحديثة ايضا، التي تحرص على رصيدها من الثقة ومصداقية مؤسساتها، تمثل العنوان الرئيس والاجراء الاول الذي تحرص الدول وانظمتها السياسية على اتخاذه بحق السلطة التنفيذية حين تقع فواجع تمس وجدان المجتمع واستقراره .
وهذه الفواجع تعني ان فاجعة ما وقعت حتى وان كان فيها قضاءا وقدرا ، ولكن غلب عليها فساد واستهتار ، ترتب عليها ضحايا شكلت صدمة مجتمعية، ومزاجا سيئا للغاية، وخللا وجدانيا كبيرا، لم يعد يحتمل معه بقاء الحكومة واعضائها في مواقهم او يمارسون اعمالهم ويظهرون امام الناس في الاعلام. فيلجأ رئيس الحكومة نفسه وبمبادرة مباشرة منه الى تقديم الاعتذار للشعب واعلان الندم بتقديم استقالة حكومته فورا والاعتكاف في البيت، لحين البت فيها وانتهاء التحقيقات لمعرفة مدى مسؤوليتها المباشرة او مسؤولية بعض اعضائها، وذلك لرفع الحصانة عنهم وتوقيفهم وتقديمهم للقضاء حين توفر الدليل بحقهم، كباقي من تثبت ادانتهم..
ومع ذلك لا تعود هذه الحكومة حتى وان لم تثبت مسؤوليتها المباشرة ، لان الاستقالة جاءت على وقع الفاجعة وعظمها، وهي ادبية سياسية احتراما لارادة الشعب الذي هو مصدر السلطات بما لحق به من اذى نفسي جراء ما وقع في ظلها، وكذلك لتعزيز المصداقية في موسسات الدولة ، وبناء جسور ثقة بينها وبين الشعب ..