كارثة الميت هل تحيي ضمائرنا ؟!
د.عبدالله القضاة
29-10-2018 10:55 PM
يقول تعالى :" فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ"، وهذا افضل وصف لحالة الفوضى غير الخلاقة ، التي صاحبت كارثة البحر الميت ؛ التي أدمت قلوب الاردنيين بفقدهم كوكبة من الأبرياء ؛ طيورا في الجنة نحتسبهم ، وجرحى نتمنى لهم الشفاء العاجل ، مصيبة ليست كغيرها من المصائب !، لكن المصيبة الأكبر تتمثل في التهرب من المسؤولية الاخلاقية والوطنية لهذه الكارثة ؛ التي لو كانت بدولة غربية لسقطت بسببها رؤوس كبيرة ، فالعديد منها قد اينعت وحان قطافها .
عندما نتحدث عن سدود غير آمنه ، وتفتقر الى الاستدامة في صيانتها ، والمسارات العشوائية لتصريف الفائض من مخزونها ؛ مسؤولية من ياوزير المياه ؟!، وعند الحديث عن جسور متهالكة ؛ وعطاءات يتم استلامها من غير مطابقة للمواصفات الفنية ، مسؤولية من ياوزير الأشغال ؟!.
من حق كل ثكلى اردنية أن تعرف قاتل فلذة كبدها ؛ حنى تسدد سهام دعواتها مع آذان كل فجرالى من فقد ضميره لقاء ثمن بخس ؛ دراهم معدودة ، لعل الله ينتقم منه ويتركه بعذاب لايموت فيه ولايحي.
من حق أبناءنا الطلبة ان يحضوا برعاية وزارة تسهر على حمايتهم وتراقب كل ما من شأنه ان يوفر لهم التعليم والترفيه الآمن الذي يتوافق مع قدراتهم الذهنية والجسدية ؛ بعيدا عن المغامرات المميتة التي يجيدها تجار الموت ؛ اليس كذلك ياوزير التربية والتعليم ؟!.
سيد البلاد يوجه بدعم السياحة ، والداخلية منها على وجه الخصوص ؛ فهل يعقل أن نحفز السياحة من مكاتب غير مرخصة أو مؤهلة ؛ وكيف نغرر بأطفالنا ونسوقهم نحو الموت بمناطق عمياء من غير شواخص او ارشاد يا وزير السياحة ؟!
في الأردن ؛ الإنسان أغلى مانملك ، من أجل ذلك مستشفياتنا بجاهزية عالية ، وخاصة ، في اطراف المملكة ، ومستوى الجودة لايقبل أي خطأ غير مسموح به حتى في نتائج الطب الشرعي ؛ اليس كذلك ياوزير الصحة ؟!.
كان الله في عونك ياجلالة الملك ؛ فالأمور كلها تمام ياسيدي ، هكذا قالوا لك ، والقينا القبض على السائق المسبب واغلقنا المدرسة الضحية ؛ هكذا سيقولون لك يا سيدي !!!.
• امين عام وزارة تطوير القطاع العام ومدير عام معهد الادارة العامة سابقا
abdqudah@gmail.com