تغريدة جلالة الملك .. قراءة في العنوان والمضمون
أ.د. اسماعيل الزيود
29-10-2018 10:47 PM
"حزني وألمي لا يوازيه إلا غضبي على كل من قصر بواجبه". بهذه الكلمات رسم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه خارطة الطريق للمرحلة المقبلة بعد حادثة البحر الميت الأليمة التي ذهب ضحيتها عدد من الأطفال في عمر الورود ومرافقين لهم ومنقذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل إنقاذ الشهداء تضحية للوطن وأهله.
ومع إيماننا بالقضاء والقدر إلا أن ذلك لا يتقاطع مع تحمل المسؤولية ومحاسبة المقصرين فكانت خارطة الطريق التي رسمها جلالة الملك عنوان للمرحلة المقبلة بغض النظر عن الموقع السياسي والوظيفي فالمسؤولية تجاه الوطن والمواطن أهم وتتقدم على الأشخاص والمواقع، وهكذا يكون جلالته قد أعاد التأكيد لنهج مسؤول للحكومة أمام تحمل كافة مسؤولياتها.
لقد حملت تغريدة جلالته برقية مستعجلة تضمنت رؤية وتطلعات جلالته في الإدارة العامة والتي يمكن أن نقرأ فيها بأن على كل من قبل بالمنصب والوظيفة في الصفوف الأولى والثانية أن يتحمل كامل مسؤولياته ويسعى للنجاح والتطور، و أن يحاسب ولا يختبئ بعباءة أحد، وقد سبق وأن أكد جلالته في غير مرة أن لا أحد يدعي أنه مدعوم من فوق وفي ذلك دلالة واضحة ومهمة أن الجميع أمام القانون أسوياء ولا أحد فوق القانون.
أقرأ تغريدة جلالة الملك في سياق واسع ممتد حيث تحمل بعد في الإدارة كما تحمل عنوان آخر بمعنى كفى فإن من لا يريد العمل عليه أن يفسح المجال لغيره من أصحاب الكفاءة والرغبة في العمل والعطاء والانجاز.
ويبقى السؤال المهم اليوم هل سينعكس أثر هذا النهج الذي رسمه جلالة الملك وأعاد التأكيد عليه في المحاسبة وتحمل المسؤولية على كل من يرغب في أن يتبوأ منصبا سياسيا أو وظيفيا في الصف الأول في المرحلة المقبلة فيحسب ألف حساب للمنصب والمكانة التى سوف يشغلها باعتبارها مؤسسة عامة وليست مزرعة خاصة وأنه مسؤول أمام الدولة والوطن والمواطن والأجهزة الرقابية المختصة، هل سيؤدي ذلك بنتائج إيجابية على الجهاز الإداري في الدولة الأردنية برمتهتا خلال المرحلة المقبلة بحيث يشعر كل من يقبل بالمنصب السياسي والتنفيذي بأنه جاء مكلفا وليس للتشريف، وأنها مسؤولية مصاحبة للمسائلة الشعبية والرسمية على سير العمل والإنجاز والسلوك الوظيفي لما فيه مصلحة الوطن والمواطن والعمل للصالح العام وتغليب ذلك على الأمور الشخصية مهما بلغت أهميتها.
غضب ملكي يترجم إلى شدة وحزم، تقييم وتقويم، متابعة ميدانية، الكل مسؤول، نحو "دولة الإنتاج" والنجاح خيارنا الوحيد، وفي القيام دوماً بإجراءات من شأنها أن تحول دون أن تقع الفأس في الرأس.
الدكتور إسماعيل الزيود
رئيس الجمعية الأردنية لعلم الاجتماع