النواب والصحافة وقصة النشال
المهندس مصطفى الواكد
28-06-2009 02:43 PM
حين كانت الأسرة والمدرسة تشكل إلى حد ما المصادر الوحيدة لمعرفة الأبناء ، كان والدي رحمه الله بالرغم من حصوله على قليل من التعليم بالكتاتيب والمدارس نادرة الوجود أيام طفولته وشبابه لا يترك مناسبة إلا ويتعمد إسداء نصيحة غير مباشرة لي . أذكر منها ما حدثني به أثناء فترة إستعدادي للسفر خارج الأردن للدراسة الجامعية عن إثنين من النشالين افتعلا عركة في ما بينهما على مرأى من شاب أردني يزور بيروت للمرة الأولى دفعته النخوة (عندما استجار به أحدهما ) للتدخل محاولا فض النزاع دون أن يعلم أن الغاية من كل ذلك إتاحة مهمة الاحتكاك به وتفريغ جيوبه باتفاق الطرفين .
مع كل الإحترام للصحافة والنواب فقد تذكرت ذلك ( مع فارق التشبيه فالأمثلة تضرب ولا تقاس ) وأنا أتابع الخلاف الناشب بين صحافتنا ومجلس نوابنا وانشغالهما وإشغالنا بهما بعد أن رمى أحد ( العقلاء ) حجرا في بئر علاقتهما ، ليتداعى مئات المجانين لإخراجه ، وسط صمت بقية عقلاء و مجانين الوطن لتكون النتيجة سلب جيوب المواطن فقط ، فهو الضحية لغلاء المحروقات وما تم مؤخرا من إلغاء لإعفاءات بعض المواد الأساسية من الرسوم الجمركية أو ضريبة المبيعات التي لم تميز بين الأدوية والكماليات ، وتعديلات قوانين الضمان وما إلى ذلك من قضايا تمس مباشرة قوت المواطن و مستقبل أبنائه ، حتى ضريبة الثقافة التي أراد نوابنا من خلالها معاقبة الصحافة سينتهي تحصيلها من جيب المواطن ( الحجيز صاحب النخوة ) .
لدينا الكثير مما يمكن قوله في الصحافة والنواب وعن حقوقهما والواجبات لكننا نكتفي بالقول أن من حق الصحافة متابعة أداء النواب وتقييمه ومن حق النائب المتضرر ملاحقة الصحافة عند القضاء لمحاسبة المسيء ، لدينا أيضا الكثير مما يمكن قوله في انتقاد أداء سلطتي التشريع والصحافة ، لكننا نفضل الإكتفاء برجاء الطرفين أن عودوا عن عنادكم ولا يكن أحدكما المطرقة والآخر سندان وما بينهما رأس المواطن الغلبان .