عجالين! لله درك! لله در البطن الذي أنجبك! لله در الايادي التي هدبتلك شماغك!
في خضم الموج الهادر غطست بحثا عن نفس جرفها سيل غادر! في لجة هيجان البحر غاصت رجولتك سعيا لإنقاذ نفس ربما ما زالت تشهق، ربما ما انفكت تزفر!
وسكن البحر في حضرة نشميتك! وهدأ الموج أمام شدة بأسك! وإرتعشت العاصفة من براثن عزيمتك ومخالب إرادتك!
أنت لم تنقذ خمسة وحسب، بل أنقذت الأمل من الغرق في بحر الياس! أنت لم تنتشل خمسة غرقى من قاع البحر وحسب، بل إنتشلت الإنتصار من قاع الإحباط! أنت لم تنقذ خمسة براعم وحسب بل أنقذت سوسنة الأردن من الذبلان! أنت لم تنقذ خمسة أرواح وحسب بل أنقذت روح الصخر الوردي من حجري رحى الفساد!
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم! فكنت خير مثال لأهل العزم في الشجاعة والإيثار بالنفس حد التضحية بها لكي تطمئن نفسا إضطربت خلجاتها على وقع إضطراب البحر!
عجالين! بطولتك هذه توجت كل حرف من حروف عبارة طفق بها لسان الملك حسين ذاات دهر ذات عصر بتيجان الفخر والاعتزاز: "الإنسان أغلى ما نملك"!
بطولتك هذه أحيت القول الميت سريريا "الرجال مواقف" وأنت رجل والرجال قليلون!
بطولتك هذه أمست صقرا يحلق في السماء عاليا عاليا بحروف عبارة المك عبدالله: "إرفع رأسك أنت أردني!".
عجالين! ترى أي وسام يليق بشجاعتك؟ أي نيشان يوفي جسارتك حقها؟ أي ترقية تستحق شهامتك أن ترتقي بها؟ اي تكريم تستحق نخوتك أن تكرم بها؟
ولعلني لا أغالي إذا ما اقترحت على أمانة عمان الكبرى أو أية بلدية من بلديات المملكة الكبرى إطلاق إسمك على شارع من شوارع هذا الوطن المقدس عاجلا عاجلا ليس آجلا قيد لحظة! وذلك كي يدرك يقينا كل من يقرأ إسمك أن هذا الوطن الغالي على أيدينا يتقدم وبسواعدنا يمضي قدما إلى مصاف الدول المتقدمة!
وحكايتك هذه يفترض بوزارة التربية والتعليم أن تدرجها درسا في كل من منهاج اللغة العربية ومنهاج اللغة الانجليزية لأي صف من الصفوف االدراسية! كي تكون بطولتك العبرة الأمثل لبناة المستقبل في أداء الواجب على أكمل وجه خدمة لهذا الوطن!
وهذا غيض مما نقدمه في حضرة فيض مما قدمته!