قرار ملكي يصون الأرض الأردنية والقيم العربية
محمد يونس العبادي
29-10-2018 01:48 AM
سيذكر الأردنيون تاريخ الحادي والعشرين من تشرين الأول من كل عامٍ إلى جانب تواريخ عدة تمثل في ذاكرتهم محطاتٍ ومفاصل عززت من شموخ وجدانهم الوطني.
فقرار جلالة الملك عبدالله الثاني بإنهاء العمل بملحقي اتفاقية السلام المتعلقين بالباقورة شمالاً والغمر جنوباً، يكتسب أهميتين داخلية وخارجية.
الأهمية الداخلية، أنه جاء تعبيراً عن إرادة الأردنيين الحرة، ومواقفهم الشعبية، والتي دوماً ما يحملها إلى التحقيق قيادتهم الهاشمية، التي تكتسب شرعية سياسية ودينية وتاريخية كفيلة بصون المبادئ العليا ليس للوطن الأردني وحسب، بل حتى لمبادئ الأمة وأبنائها.
فالهاشميون، قادمة أمةٍ أسسوا دولاً وسجلوا مواقف في ذاكرة التاريخ ما زالت ماثلةً لليوم كشواهد على دورهم الحضاري للعرب.
والأردنيون، يدركون هذه الشرعية الموصولة ودورها في صون الوجدان والإنسان، وان كانت الامة العربية مرت في أعوامها السبع الأخيرة بمرحلة من الوهن، فالأردنيون دوماً بقيادة الملوك الهاشميين قادرين على تقديم الرسالة والتقديم للدور.
وما زلنا نحتفظ في الذاكرة بقرار تعريب الجيش الذي قدم لمرحلة عربية لاحقة، وجاء لإيمان الملك حسين بن طلال – طيب الله ثراه – بضرورة أن يعود الشعور بالإعتزاز.
وقد ترجم جلالة الملك عبدالله الثاني إرادة الشارع وتطلعه إلى صون مكتسباته وأراضيه وتحصينها فجاء القرار الملكي.
خارجياً، يكتسب القرار أهميته في ضوء استحكام كبير لليمين في اسرائيل وفي ضوء تعنته حيال أي تقدمٍ في عملية السلام يفضي إلى حل الدولتين، خاصة بعد القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس والإعتراف بها عاصمة لفلسطين.
فأقبل الأردن مسلحاً بأوراقه ووثائقه، معلناً أن الخيارات في التعاطي حيال هذا التعنت ما زالت حاضرة، وأن الطريق المتعثر للسلام على المسارات الأخرى، في ضوء أجواء مشحونة بالحديث عن صفقة القرن، يقابلها دور أردني يصون القيم التاريخية للعرب.
والقرار الملكي الأردني، يكتسب أهمية تؤكد أن الأردن مؤمن بالعدالة الناجزة للقضية الفلسطينية، وبأنه يصون أرضه حيال أي تفكير بأي مشاريع أخرى تسربها وسائل إعلام اليمين المتطرف في اسرائيل.
لقد أكد القرار الأردني اليوم السيادة بالاضافة إلى الدور السياسي، وأرسل رسالة الى العالم بأن الأردن قويٌ وقادرٌ على صون أرضه وسيادته، ولا يستكين أزاء أي مشاريع تسرب بين فينة وأخرى.
إن قرار جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم، يسجل إلى جانب الانجازات الوطنية المتحققة، وسيقرأه أجيال من الأردنيين معتزين بوطنهم وشرعية قيادتهم التي تصون الحقوق الوطنية بالأردن والقومية والدينية بالقدس.
حمى الله الوطن الشامخ، وحمى الله جلالة الملك القائد ..