كلمة في رثاء "حمدة سلامة النهار"
28-10-2018 01:38 PM
عمون - كتب الدكتور ليث خليل الهواوشة في رثاء "حمدة سلامة النهار"
ما زال شبح التفكير يطاردني، يلفّني كظل يلاحقني، يؤرقني صباحا حين تصحو ذاكرتي، يُمعن في قتل اللذة في قلبي، يقض كينونتي فيتجافى عن المضاجع جنبي.
هذا ما يحدث مع كل من هزّه وفاة (حمده سلامه النهار)، تلك المرأة العصامية التي غازلت سن التسعين، لكنها لم تسأم تكاليف الحياة التي سئمها الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى، تلك المرأة الحسناء التي لم يغْلُ المهر الشيخ المرحوم (فازع كريم الحسامي) حين طابت نفسه بلقائها "حليلة" له قبل عقود خلت، فالتَقَتْ عائلاتا (النّهار والحسامي) على شيء قد قُدِرَ:
بيض الوجوه، كريمة أحسابهم ... شُمّ الأنوف من الطِّراز الأوَّل
نعم، يوم الجمعة (26-10-2018) ليس كغيره من الأيام، كيف لا؟ ففي إصباحه لم شمل والتئام أحبة، وفي ليله تفريق شمل وانفصال الأرواح عن الأجساد، وهل من عاقل يقبل اجتماع ظلام دامس حالك مع تذكر وداع الأحبة والخلان ؟ أي قلب نابض بالحياة يقبل بهذا ؟
ودعته وبوُدِّي لو يودِّعني ... صفو الحياة وأني لا أُوَدِّعه
أزجي خالص التعازي القلبية إلى عمي (خالد فازع الحسامي) وإخوته بوفاة أمهم الغالية، التي نتضرع إلى الله العلي القدير أن يرحمها برحمته وأن يشملها بشآبيب عفوه وغفرانه وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.