في بلغاريا استقال ثلاثة وزراء بلغاريين إثر انتقادات لاذعة للحكومة على خلفية انقلاب حافلة سياحية أسفر ، عن وقوع قتلى وجرحى حيث تبين أن الطريق الذي وقع فيه الحادث، خضع لأعمال صيانة خلال الفترة الأخيرة واستخدمت في تعبيدها نوعية من الإسفلت سيئة المواصفات.

وثمة استقالات بالجملة في العالم الديمقراطي الذي يحترم موقعه انطلاقا من المسؤولية الادبية عن اخطاء او انتهاكات وقعت في عهده مقصودة او غير مقصودة ، ولربما حكومة باكملها تستقيل نتيجة حادث قطار او باص مدرسة بينما تترسخ هذه الثقافة الأدبية والاخلاقية للاخطاء المقصودة وغير المقصودة للحكومات باعتبارها جزءا من مكون ثقافي ارتبط بامانة المسؤولية وبما عقدت عليه قلوبهم بما اقسمت عليهم ايديهم " وترتبط ثقافة الاستقالة ارتباطا وثيقا بمجتمعات ديمقراطية واعية تملك قوة التأثير عبر وسائل رقابية كالبرلمان والصحافة والإعلام والنقابات والاحزاب وغيرها لتلاحق الخلل وكشف الاسباب والمسببات في مجتمع لا يمكن له أن يتعامل مع الأخطاء أو قضايا فساد على طريقة عفا الله عما سلف وكان .

واقدام المسؤول على الاستقالة موقف شجاع ويعبر عن ثقافة اخلاقية ودليل واضح على احترام مشاعر الناس و في موقف لا يحسد عليه المسؤول عندما يبدأ المرض ينهك جسد مؤسسته.

فثمة عقد اجتماعي بين المسؤول والمجتمع ينبغي احترامه حفاظا على هيبة الموقع وهو مؤشر قوي على مدى نضج الوعي العام والبناء الديمقراطي للدولة ... ولا يعني هذا أن المبدأ الأخلاقي والقيمي والادبي ليس له مكانا ، ولكن طبيعة النظام الديمقراطي وضعت الرأي العام في عملية التنافس عبر الديمقراطية وأدواتها وفتحت الباب على مصرعيه للتعاطي مع الاحداث والقضايا كل حسب اهميته.