حينما شاهدت محطات التلفاز ، وهي تبُث خبر حادثة باص البحر الميت، قد مُزق قلبي حينما ظهر الخبر ،حيث ان بعض الأطفال على قيد الحياة، والبعض الآخر قد ذهبت أرواحهم إلى بارئها، وفي حين الأمس كان دور الدفاع المدني، والاجهزة العسكرية بإيعاز ومتابعة حثيثة ،من سيد البلاد الملك عبد الله الثاني بن الحسين، كان الدور يوصف بالدور البارز في إنقاذ حياة المتواجدين في البحر الميت ،وقوي بالمسارعة في تلبية نداء الاستغاثة، في سبيل إنقاذ ارواح ربما يكون هناك بصيص من الأمل ان تعاود أرواحهم إلى الحياة مُجدداً، والبعض الآخر من أجل تشييع أرواحهم التي فُقدت جراء أخطاء عدم الالتزام في شروط الرحلة التي أودت بأرواح الأطفال الى مثواهم الأخير.

مما لا شك فيه أن الرحلة كانت تسير في غير مسارها ،حيث موافقة كتاب وزارة التربية والتعليم كما انفرد التلفزيون الأردني في نشره، وعلى الهواء مباشرة ، مفاده أن الرحلة كان مسارها إلى الأزرق ،والرحلة قد خالفة الشروط ،وذلك ذهاباً إلى زرقاء ماعين، ان هذا الخطأ هو خطأ فادح، أودى بحياة اطفال في عمر الورد، لم يشاهدون أي شيء في حياتهم، وإنما شاهدوا الموت، في أعينهم في البحر الميت، نتيجة مخالفة شروط الرحلة، ومخالفة مسار الرحلة، التي من المفترض أن يكون مسارها إلى الأزرق، وليسَ إلى زرقاء ماعين في البحر الميت، ومن الشروط التي ظهرت لتسيير رحلة إلى الازرق التي ظهرت في كتاب الموافقة لدى وزارة التربية والتعليم، هي ومن أهمها الابتعاد عن المياه، حتى جرفتهم المياه، و عدم السباحة حتى لم تجعلهم أنفسهم بأن ينقذون أنفسهم برياضة السباحة، ومن هذا المنطلق، يا ترى ما هي الإجراءات الصارمة التي سوفَ تقوم في اتخاذها وزارة التربية والتعليم في حق هذه المخالفة التي أدت إلى حرمان الأطفال من ذويهم.

وعلى ذلك أعتقد جازماً سوفَ يكون إجراء التحقيق قرار صائب في وعي المسؤولين إلى كثير من الأمور ربما تحدُث في المستقبل ،منها فتح تحقيق بشكل واسع حتى ينال من تورط بهذه القضية جزاه، بحيث البحث على من هو المُسبب وراء مخالفة تعليمات الرحلة ،وعلى ذلك ان الأرصاد الجوية قد حذرت بالتوخي الحيطة، والحذر أثناء القيادة من قبل السائقين ، نظراً لسقوط الامطار، و انتشار حالة الضباب ، وهذه الأسباب بحد ذاتها هي تمنع من القيام بأي نشاط رحلة حتى تم تسيير رحلة أدت إلى الموت ،وبلا شك أن التحذير كان قبل موعد الرحلة اي بفترة أسبوع من الرحلة، وقبل الرحلة بيوم واحد.

بكيت عيني دمعاً على فراق، من هم أصغر مني عمراً ، لكن أعمارهم لم ترى شيئاً في هذه الحياة، الا ان الجنة ستستقبلهم بكل رحاب ،وسرور، رحمة الله على شهداء البحر الميت، ونأمل من المسؤولين في الدولة ان يضعون حدا'، لهذا الموقف الذي راح ضحيته 21 طفل، وهم في مقتبل العمر.