من يقتل إلا وحوش العطاءات ياسادة ، من يرتدي فنون التهذيب و التبرير ويجلدُ بالإزميل خاصرة الوطن .
كم نحن خجلون ياصغاري ، فقد قتلكم قطيع الفاسديين وأصحاب المشاريع والصيانة في بؤرة الخيانة !
كم نحن خجلون يا صغاري ، فالجسور بِلا خارطة وعنوان الجسور مُهيئة فقط لكارثة تَرثيها دموع الأمهات الباكيات اللاهثات بالصلوات أن يعود ولدها سالماً في وطنٍ تبتلع أرضه أجمل الأطفال ... وأحلى الصبايا ... فتموت الأحلام الصغيرة وتبقى وجع الحكاية الكبيرة تقطر حرقة دموع في حدقات الأردنيين .
كيف لتشرين الجنوب ألّا يبكي ؟
وهو المُرهف القوي الشاعري المُضمخ بالكبرياء ، العصيُ بالمصائب السويُّ بالنوائب ، هو جنوبٌ تهالكت طُرقاته وقتلت أجيالهُ من صحراءه المُتهالك إلى غورهِ المَنسي ، فكم من استغاثة ثائرة رمُيت أوراقها في مكب النفايات القاطنة أمام مبنى وزارة الأشغال .
المحتاليين في بلادي كُثر ، فتجار الأرواح اليوم يقطنون في كل مكان لتجد الجراح سببها سكين السماسرة ، الموت فجيعة الأهل فقط ، فجيعة الأمهات الصابرات بتقبيل سترة أولادهن المُتبقية من رائحته العطرة .
آهٍ كم هي عطرة وزكية فهيَّ لملاكٍ لم يعرف طعم الحياة سوى حفنة فرح .... مقتول !
الموت الغادر والمسؤول السافر ، فلسفة يكتبها تاريخ الطبيعة تلك التي شوهها الإستهتار وثقافة الإحتقار .
لا حول ولاقوة إلا بالله قولها بملىء الفم مُستذكرة قول الشاعر :
" يرضى القتيل وليس يرضى القاتلُ " .