اعلم أنك متألم جدًا لفاجعة البحر الميت وان مظاهر الاسى والغضب التي ظهرت عليك عندما هرعت الى مكان الحادث كانت حقيقية.
أعلم أنه لا يوجد مسؤول في الدولة لم يشعر بالحزن والأسى بمن فيهم من سيُثبت التحقيق مسؤوليتهم غير المقصودة عن هذه الفاجعة. دولة الرئيس،
اعلم أن ضعف البنية التحتية والفساد وسوء الادارة وغياب التخطيط لا تتحمل مسؤوليته انت بل هو من نتاج عقود سابقة تهاوت بالإدارة العامة للبلاد عاماً فعام.
دولة الرئيس،
أعلم انك قبلت منصب الرئيس وأنت تعلم بشروطه بكل ما يتعلق بوهم الولاية العامة للحكومة، وأعلم ان حصتك من القرارت الخاصة بالتعيين والإقالة لحكومتك هي قليلة، كما وأعلم ان "الحُكم" قد لا يأبه باقالة وزير او اثنين ولكن قد لا يسمح بأن يُسجل سابقة تطبيق مبدأ تلازم السلطة مع المسؤولية حتى لا يتطور هذا المبدأ من الوزراء إلى الأعلى.
اعلم يا دولة الرئيس انك على دراية بعدم إمكانية الاصلاح بأي مجال بما في ذلك مُحاربة الفساد الا اذا كان هناك مبدأ تلازم سلطة ومسؤولية.
أعلم أنه لا وزير التربية والتعليم ولا وزير الأشغال ولا السياحة عليهم خطأ مادي مُباشر بهذه الجريمة، ولكن المسؤولية الأدبية والأخلاقية ومبدأ مسؤلية المتبوع عن أعمال تابعيه وحجم المأساة وأرواح فلذات أكبادنا تستحق أن يُسجل لهم سابقة تجعل كل مسؤول يعلم أنه مسؤول عن اعمال وزارته او دائرته وعليه ان يتحملها، اما بالإدانة والمحاكمة ان قام بها هو او بالمسؤولية الاخلاقية والأدبية عن فشله بإدارة متبوعيه وظيفيا.
اذا افترضنا ان وزارة التربية والتعليم لم تُخطئ وان المدرسة غيرت المسار دون موافقة(على الرغم من عدم ثبوت ذلك لا بل المعطيات تُشير الى عدم صحة ذلك)، وإذا افترضنا ان البنية التحتية والاستعدادات لفصل الشتاء لا علاقة لها بالفاجعة على اعتبار ان المنطقة هي منطقة خطرة في فصل الشتاء، ألا يُعتبر عدم وجود إشارات تمنع التنزه فيها او سياج يحيط بالمنطقة من جهة الشارع تقصيرا من جهة ما في الحكومة؟
لقد أضعت العديد من الفرص واستنفذت أو كدت رصيدك عند الناس، أرجوك لا تُضَيِّع هذا الفرصة أيضًا!