حادثة البحر الميت .. كارثة وطن
الدكتور ثابت المومني
26-10-2018 03:05 PM
بداية لا يسعني الا ان اتقدم باسمى آيات العزاء والمواساه لمن قضوا في حادثة مدرسة فكتوريا الخاصه يوم خميس لا يمكنني ان اسميه الا خميس اسود ولكن ايماننا بقضاء الله وقدره يجعلنا نتقبل ما حدث مطالبين تحديد المسؤوليه على ما جرى.
فمنح مدرسة اذن للقيام بنشاط او رحله تحكمه اسس وتعليمات يجب على المدارس التقيد بها ومن اهمها التقيد بمسار الرحله وان تكون الحافله صالحه فنيا وان يكون لكل مشارك مقعد مخصص وان لا يتجاوز عدد المشاركين الحد المأذون بالموافقة به من قبل وزارة التربيه ضمن كشوفات تفصيليه باسماء الطلبة والمعلمين المشاركين وان تبدا الرحله مع بعد شروق شمس يوم الانطلاق وان تكون العوده قبل غياب الشمس اي قبل الغروب
ومهما كان الامى فالقدر قد حدث ولكن ما يجب ان نسلط الضوء عليه هو ذلك التسيب والانفلات في الكثير من المدارس الخاصة التي باتت لا تتقيد بتعليمات وزارة التربيه ليس في مجال النشاطات المدرسية و انما في كل قرارات التربية وتعليماتها حتى في الدوام وتدريس المقرر.
وهنا تلام وزارة التربيه التي باتت تقيد زيارات موظفيها ممثلا بذراعها الفني اي الاشراف التربوي والذي كان ذراعا رقابيا فنيا متابعا لهذه المدارس.
اليوم لم يعد المشرف مصرحا له زيارة المدرسة الخاصه الا باذن او تكليف رسمي من المسؤول عنه بحجة ان الاولويه في الاشراف والمتابعة والفائده وتقديم الخدمه للمدارس الحكوميه.
هنا ومع غياب تواجد الاشراف عن المدارس الخاصه بات بعض اصحابها يدركون بان متابعة وزارة التربيه لهم باتت نادره وتقتصر على زيارات موجهه بشكوى او مشكلة فيها فباتوا لا يلتزمون بقرارات وزارة التربيه.
اليوم المدرسة المعنيه لو كانت تدرك بان هناك زيارة لمشرف او موظف تعليم خاص من التربيه او اي مسؤول تربوي يمكن له ان يتتبع نشاطات وفعاليات المدرسه واداء معلميها فنيا لحسبت المدرسه الف الف حساب لتوجيهات وتعليمات وزارة التربيه.
ما نشره معالي وزير التربيه على حسبه في تويتر من ان تصريح الرحله تربويا كان لمنطقة الازرق وان عدد المشاركين المسموح به من طلبة ومعلمين كان ٣٠ حسب موافقة التربيه، الا ان ما حدث ان المدرسه غيرت مسار الرحله ولم تلتزم بالعدد المصرح لها به للمشاركه من طلبة ومعلمين لا بل سمحت بمشاركة غرباء عن كادر المدرسه هم مدربين ومنقذين وهذا مخالف جدا للتعليمات وكل ذلك يتجلى في وثيقة الموافقه الصادره عن وزارة التربيه.
اذن القدر حدث ورحم الله من ماتوا ولكن لنضع النقاط على الحروف ونطرح التساؤلات الاي تحدد المسؤوليه لما قد حدث .
فلماذا خالفت المدرسه وثيقة الموافقه وهنا اجيب... هذه المدرسه كانت ضحية للقدر حيث ان عشرات عشرات المدارس الخاصه تتصرف وكانها وزارة تربيه تقونن وتشرع دون رقيب او حسيب.
لهذا علينا ان نتحدث بواقعيه ونحدد المسؤوليات .
الجانب الاخر من المسؤوليه يتحمله اولياء الامور حيث بينت الوثائق بان المدرسه قد تحصلت على موافقاتهم لرحلة مدرسيه الى البحر الميث لممارسة العاب مائيه ونبهت المدرسه بان هناك مدربين ومنقذين كمرافقين للرحله.
اذن نحن انام قضية تحقيقه داخل الاسرة التربويه وتحقيق قضائي وجنائي تقوم به الجهات المعنيه.
خلاصة القول بانه يتعين على معالي وزير التربيه تجميد كل الرحلات المدرسيه لاعادة تقييم الوضع اضافه لاعادة بوصلة الرقابه والمتابعه للمدارس الخاصه.