سفير تركيا لدى الأردن: التعاون بين البلدين يخدم عموم المنطقة
26-10-2018 12:44 PM
- نظرة البلدين للقضايا الإقليمية متشابهة ومتطابقة، خاصة ملفات الإرهاب وسوريا وفلسطين
- تركيا هي الوجهة السياحية الأولى للشعب الأردني
- لدينا رغبة في إعلان 2019 "عام الثقافة المشتركة التركية ـ الأردنية"
عمون - ليث الجنيدي عن الأناضول: قال سفير أنقرة في عمّان مراد قرة غوز، إن التعاون بين تركيا والأردن يخدم البلدين وعموم المنطقة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع السفير قرة غوز بمكتبه بالعاصمة الأردنية عمان.
وأضاف السفير قرة غوز أن "هناك تواصلا وتنسيقا مستمرا بين قيادتي البلدين، والتسارع المشهود عام 2017 قد استمر هذا العام بازدياد".
وتابع "هذا العام نواصل تطوير العلاقات بشكل أسرع وأفضل، والرئيس رجب طيب أردوغان وملك الأردن عبد الله الثاني على تنسيق وتشاور دائم حول كثير من القضايا".
ونوه بأن "هذا الوضع لم يتأثر بالتطورات في البلدين، كالتعديل الحكومي في الأردن، وانتخابات الرئاسة في تركيا".
وزاد "نظرة البلدين للقضايا الإقليمية متشابهة ومتطابقة، خاصة في ملفات محاربة الإرهاب، والحرب الأهلية في سوريا، وقضية اللاجئين، واستقرار العراق، والقضية الفلسطينية، ووضع القدس، وإعادة فتح الطرق التجارية المغلقة".
وأوضح أن "تطابق الموقف التركي والأردني في القضايا السابقة يعني وجود جو إيجابي، ونتمنى أن ينعكس هذا الوضع على المنطقة".
وأردف "التعاون بين تركيا والأردن لا يخدم البلدين فقط، بل يخدم عموم المنطقة، هذه العلاقات لا تستند إلى الاتفاقيات الموقعة فقط، بل هناك علاقات ثقافية وإنسانية متجذرة بين الشعبين، البلدان لا يتبعان سياسة إثنية ومذهبية".
وأضاف: "تركيا والأردن لا ينظران إلى القضايا الأمنية كلعبة محصلتها صفر، بمعنى آخر يتمنيان للجميع أن يكون رابحا في المنطقة، ويدركان أهمية التعاون الدولي وتعدد الأطراف، وكلاهما يقودان دبلوماسية ناجحة للغاية".
ومضى قائلا: "عندما تجتمع كل هذه النقاط، فإن ذلك يمكن أن يخلق جوا إيجابيا جدا، ولربما هناك بعض الأطراف تحاول غض الطرف عن هذا الجو، أو المساس به وبدورنا، يجب ألا نعطي لهذه الاتجاهات فرصة لتنجح".
** اتفاقية منطقة التجارة بين البلدين
وفيما يتعلق باتفاقية منطقة التجارة الحرة بين البلدين، أكد قرة غوز أن الحكومة الأردنية قررت تعليق الاتفاقية في مارس / آذار الماضي، وبررت ذلك أنها لا تخدم مصلحتها كما هو مرجو، وقامت بإعلام الجانب التركي بقرارها خطيا في مايو / أيارالماضي، وخلال الفترة الماضية، بذل مسؤولو البلدين قصارى جهدهم في هذا الإطار لإعادة تقييم الاتفاقية على أساس قاعدة رابح ـ رابح، مع الأخذ بالحسبان مخاوف الجانب الأردني".
ومضى "نهدف إلى رفع التبادل التجاري بين البلدين وجعله أكثر توازنا، وزيادة الاستثمارات التركية في المملكة، إضافة إلى زيادة المساعدات الفنية للأردن، والمفاوضات لم تنته بعد، ونهدف إلى الحفاظ على اتفاقية الشراكة التي تشكل العمود الفقري للعلاقات الاقتصادية والتجارية".
وجرى توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين في ديسمبر / كانون الأول 2009، ودخلت حيز النفاذ في مارس / آذار 2011.
** عقبات تفعيل خط الرورو بين البلدين
السفير قرة غوز تناول في حديثه أبرز العقبات التي تحول دون تفعيل خط الرورو بين تركيا والأردن، لافتا إلى "رسوم العبور المرتفعة من قناة السويس".
و"رورو" هي اختصار لعبارة "roll-on" "roll-off"، وهو أسلوب يُستخدم في نقل البضائع بين البلدين عبر خط بحري، يتم من خلاله تصدير المنتجات على شاحنات تنقلها عبّارات تسمى "سفن الدحرجة".
وهذه السفن مصممة لحمل السيارات والقاطرات والشاحنات، التي تحمل بضائع بين ميناءين، ثم تتابع طريقها برا.
وفي مارس / آذار 2016، اتفقت الحكومتان الأردنية والتركية على إطلاق رحلات "رورو" بين مدينتي العقبة الأردنية وإسكندرون التركية، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن.
"لتشغيل هذا الخط وفق أساس التكلفة ـ الفائدة، يجب أن تكون نسب الرسوم / الضرائب معقولة، وهذا الموضوع ليس مرتبطا بالإدارتين الأردنية والتركية فقط، لكننا نهتم كثيرا بتفعيل خط العقبة ـ مرسين لتنقل الأشخاص والبضائع والخدمات، والدليل الملموس على ذلك تدشين الرحلات الجوية للخطوط الجوية التركية بين إسطنبول والعقبة"، قرة غوز موضحا.
وأكد أن الرئيس رجب طيب أردوغان أوفى بالوعد الذي قطعه بهذا الخصوص لأخيه الملك عبد الله الثاني. وهنا نستطيع القول بأن الخطوط الجوية التركية قد أصبحت واحدة من المؤسسات المهمة التي تساهم في ترويج الأردن في الخارج.
وأعادت الخطوط الجوية التركية تفعيل رحلاتها بين مدينتي إسطنبول والعقبة في مارس / آذار الماضي، بعد توقف دام 17 شهرا.
** فتح المعابر الحدودية مع سوريا
وتعليقا على فتح المعبر الحدودي جابر ـ نصيب بين الأردن وسوريا قال قرة غوز: إن إعادة فتح المعبر هو حدث إيجابي ومهم جدا، ونأمل أن تساهم الخطوة في إعادة الحياة إلى طبيعتها في سوريا، لأن حركة الأشخاص والبضائع والرأسمال هي مهمة لتعزيز الاستقرار والرفاهية في أي منطقة.
من ناحية تركيا، اعتبر أننا في مرحلة مبكرة للقيام بتعهدات في هذا الخصوص، فكلنا نعلم الأوضاع في إدلب (شمالي سوريا).
أما فيما يتعلق بشرق الفرات، فقد أكد أن هناك "أمرا واقعا لا نقبل به مع وجود المنظمات الإرهابية (ب ي د / بي كا كا) تسيطر على المنطقة، وكلما اقتربنا من حل سياسي للأزمة السورية اتضح الوضع حول موضوع فتح معابرنا، لكن هذا لا يمنع التشاور والتنسيق في هذه القضايا مع الجانب الأردني.
وجرى الاثنين الماضي فتح معبر جابر ـ نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا، بعد إغلاق دام 3 سنوات.
** السياحة بين الأردن وتركيا
عندما قدمت أوراق اعتمادي للملك عبد الله الثاني تعهدت بتطوير العلاقات بين الشعبين عدا عن العلاقات بين الحكومتين، فيسرني جدا أن أرى أنه قد حصل تطور في هذا الصدد خلال الفترة الماضية، من تزايد أعداد الأردنيين الذين يزورون تركيا يوما بعد يوم.
وفي هذا الإطار، أوضح السفير التركي أن بلاده هي الوجهة السياحية الأولى للشعب الأردني، وهناك إقبال على شراء العقارات في تركيا، وقد ارتفع ذلك في الآونة الأخيرة وبدا واضحا.
كما أن نظام الإعفاء المتبادل للتأشيرات وتسيير رحلات خطوط مباشرة وتنويعها بين البلدين وإعادة فتح خط رحلة إسطنبول ـ العقبة ساهم في ذلك.
وأكد قرة غوز وجود تسارع في التفاعل الثقافي بين الشعبين، فقد ازداد إقبال إخواننا الأردنيين على دورات اللغة التركية التي تعطى في المركز الثقافي التركي "يونس إمره"، وجمعية الصداقة الأردنية التركية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن بعض المحطات الفضائية ذات الرأسمال الأجنبي قد منعت المسلسلات التركية، إلا أن الشعب الأردني استمر في مشاهدتها من الإنترنت، وانطلاقا من هذا الواقع، لدينا رغبة أن نعلن عام 2019 "عام الثقافة المشتركة التركية ـ الأردنية".
"نتمنى أن يرتفع عدد السياح الأتراك إلى الأردن، لذلك لا بد من ترويج ميزات الأردن السياحية والثقافية والشعبية والمطبخ الأردني بشكل أفضل في تركيا، نحن مستعدون لتقييم أي مشاريع قد يقترحها الطرف الأردني بهذا الخصوص، وأعتقد أن الدعم الذي يقدمه الطيران التركي يستحق التقدير"، قرة غوز متابعا.
وشدد على أن السفارة التركية والمؤسسات التركية الأخرى مثل الخطوط التركية وتيكا والمركز الثقافي التركي "يونس إمره"، و"وقف معارف"، و"جمعية الصداقة الأردنية التركية"، تقوم بنشاط لافت فيما يتعلق بالدبلوماسية العامة.