المسؤولية الأدبية تحفظ ماء الوجه
اسامة احمد الازايدة
26-10-2018 02:02 AM
بغض النظر عن المسؤولية التقصيرية ؛ يُنتظر من كل مسؤول معني بما حدث أن يضع نفسه للحظة مكان آباء و أمهات شهداءنا الاطفال جبر الله كسرهم و ألهمهم من لدنه الصبر و السلوان .. سيحملون حسرة ابناءهم طوال عمرهم و سيُشعرون أنفسهم بذنب لم يرتكبوه و تقصير غير حقيقي ، لن يسعى أي منهم أن يتنصل من مسؤولية لم يتخلّ عنها و سيحملون فوق حسرتهم ألماً كلما نظروا بعينيِّ أي طفل من أقران أبناءهم .
صدمني منشور نشره رئيس الحكومة على صفحته يُحمِّل فيه المسؤولية على ادارة المدرسة وحدها بمبرر سابق لأوانه يعوزه الدقة و بحكمٍ مسبق و منقوص و كأنه يريد أن يبرئ وزارة التربية من مسؤوليتها الرقابية ، أقول له : هل نحن الان في مرحلة دفع المسؤولية عن جهة و تحميلها لجهة أخرى !! و هل سيمنحك ذلك انت و فريقك الوزاري الراحة و يحرركم من الشعور بالذنب تجاه مسؤولية أدبية لحدوث كارثة في عهدكم ، و هل ان ثبوت عدم تقصير الحكومة سيعزيك !! المسألة أبعد من المساءلة ، فكيف سيكون لوزير التربية شعور و مقدرة ان يدخل وزارته بعد ما حدث في عهده حتى لو لم تكن وزارته مسؤولة عما حدث ، متى سنصل الى ما وصل العالم - شرقه و غربه - بأن ندرك ماهية المسؤولية الأدبية .. فقط أشعروا بما يشعر به والديهم بالذنب الذي لم يقترفوه ، فان لم تشعروا فلا مكان لكم ، و ان شعرتم فلا تنتظروا إقالة ، بل عزّوا انفسكم باستقالة ادبية قد تواسيكم .
رحم الله الاطفال الذين رحلوا عنا اليوم و أدموا كل أبناء الوطن و ألهم ذويهم الصبر و أخلفهم في مصائبهم