تابعت بأشد القلق الأنباء التي كانت ترد تباعاً من موقع الكارثة التي ألمت بالأردنيين جميعا و كم كنت أتأمل أن يخرج الجميع منها دون إصابات غير ان القدر كان أشد وقعا على أهالي الضحايا حيث فقد من أبناء الوطن 18 نفسا طاهرة زكية.
و كنت أتأمل أن يتم التجهيز و التحضير لدخول موسم الأمطار - كما كانت جميع أجهزة الدولة متواجدة للإنقاذ بلحظة وقوع الكارثة - بذات النشاط و الحرص و الجهوزية و التحذير من أي نشاط مدرسي او جماعي لمثل هذا اليوم الذي لم يكن مفاجئا إنما كانت خرائط الطقس تشير لحدوث مثل هذه الظاهرة الطبيعية.
من خلال متابعتي للتحليلات التي كانت الإستديوهات تقوم بها عبر ضيوف من مختلف مواقعهم المسوؤلة فقد حاول العديد التنصل او تنصيل الحكومة من المسؤولية و حصر المسوؤلية بإدارة المدرسة و قد لاحظت أيضا ان كتاب الموافقة الذي صدر للرحلة قد ورد فيه بالخطأ "الأزرق" كوجهة للرحلة بينما لم نتأكد بعد من الطلب الذي سطرته المدرسة لإدارة التعليم الخاص إن كانت الوجهة هي الأزرق او العين الزرقا على مشارف البحر الميت.
إن المسوؤلية لا يمكن حصرها ضمن افراد و ليست مقصورة على إدارة دون سواها فهي مسوؤلية عامة نتج عنها هذا الكم الهائل من الشهداء و لا يمكن أن أقبل عذرا لأحد من المسوؤلين بمختلف مواقعهم فالحكومة تتحمل الجزء الأكبر منه و كل مسوؤل يتحمل ما عليه من مسوؤلية فكما يتحمل وزير التعليم المسوؤلية فإن وزير الثقافة يتحملها أيضا و وزير الداخلية فجميعهم مسوؤلون لتراكم الأخطاء تباعا فقلة الوعي و ضحالة الثقافة بالمخاطر و عدم الحس بالمسوؤلية جميعها ظهرت على وجوه أهالي الضحايا.
إنني ليحزنني أن أتقدم بأحر كلمات العزاء لأهالي الضحايا و أشدد على ضرورة إعادة النمط الثقافي و المعرفي و حس المسوؤلية لدى الإدارات الحكومية بمختلف مواقعها و أطالب أن يتجرأ المسوؤل و يعلن عن أسفه بسبب تقصيره و هذه هي بداية الصدق التي أتمنى أن أراها بهذه الحكومة و جميع الحكومات القادمة.
إنني أطالب أن يتم إعلان الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في المملكة و أرفض أشد الرفض ان تنحصر المسوؤلية بإدارة دون سواها و بأفراد سيكونون أكباش فداءً للمسوؤلين المباشرين عن هذه الحادثة الأليمة كما كان يحدث بحوادث سابقة.
رحم الله شهداء الوطن و أحر العزاء للأهالي و أقول إننا اليوم على مفصل إداري مهم فإما ان نحسن الإدارة و إما أن نهملها.