النفاق الغربي في قضية خاشقجي يساوي ملايين ضعف الجريمة
فتح رضوان
26-10-2018 12:21 AM
هل أصبحت حليفتنا وصديقتنا أمريكا مدرسة في الأخلاق وحقوق الإتسان، هل أصبح ترمب الذي يسب صحافة بلاده ليل نهار مدافعا عن حرية الصحافة، هل أصبح جمهوريو الكونغرس الأمريكي أصحاب قلوب رحيمة وهل أصبحت فرنسا ساركوزي الذي بادر بقصف قوات القذافي وهي متجهة لبنغازي وتبين لاحقا أن ذلك لم يكن سوى للتغطية على علاقات سرية مع نظام القذافي، هل أصبحت فرنسا هذه حريصة على حقوق الإتسان.
لو كان الكونغرس الأمريكي صادقا في تباكيه على جمال خاشقجي لمنع احتلال أفغانستان والعراق واستمرار قصف اليمن والشعب اليمني ولكن لسوء حظ السعودية أن الانتخابات التشريعية الأمريكية على الأبواب مما يقتضي التشبيح بحقوق الإنسان وحرية الصحافة.
إذا أرادت أمريكا تغطية جريمة فسوف تغطيها حتى لو كان ضحيتها مليون إنسان، فحلفاؤنا الأمريكان وأصدقاؤنا الغربيون يريدون العالم أن يتبعهم في كل شأن فهم على سبيل المثال يظهرون قلوبهم الرحيمة في الحفاظ على حديقة حيوان وحماية الحيونات المهددة فيها ويتغاضون أو يتناسون قتل ملايين البشر في حروب هم بائعو أسلحتها حول العالم.
لا تخطئ إيران مطلقا في تسمية هذه الفضائح بالاستكبار العالمي، إنهم يريدون العالم أن يكون مرهف الإحساس حين تقتضي مصلحتهم ذلك وأن تكون قلوب العالمين صَخرا أصم حين يشاؤون.
قامت الدنيا ولم تقعد لمقتل خاشقجي بينما هم أنفسهم هؤلاء الفجرة يسكتون على قتل ملايين البشر وجوع ملايين أخرين بينما يلقى ثلث إنتاج العالم من الغذاء في البحار وحاويات النفايات.
هل علينا كعرب ومسلمين أن نتبع نفاق هؤلاء واستكبارهم وفجورهم ومصالح شركاتهم، ومع بشاعة قتل خاشقجي فهل ستسمح الدول العربية والإسلامية باستهداف السعودية وعقابها الان، لماذا لا تكون هذه مصيدة تم إحكامها للسعودية كما فعلوا بصدام حسين حين أدخلوه الكويت، لماذا نسير كل مرة وراء عواطفنا، لماذا نساق كالخراف لمصرعنا كل مرة، لماذا لا نعاندهم هذه المرة.
كلنا جمال خاشقجي ومن هذا الكل هناك ثلاثون مليونا يتم استهدافهم الان في السعودية، هذا ما تعلمناه من دروس ما أسماه الغرب المنافق نفسه الربيع العربي.
لو كان العرب والمسلمون يعقلون لعلموا أن قضية جمال هي قضيتنا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
ولو كان العرب والمسلمون يعقلون لتنادوا للاجتماع الان في الرياض ليقولوا لترمب بأي صيغة يريدون: نحن نجتمع الان في الرياض ليس بطلبك هذه المرة بل لنقول لك نحن كلنا السعودية وكلنا جمال خاشقجي منذ حشرت أنفك بيننا ولن تنطلي علينا ألاعيبك هذه المرة ، نأمل أن يفعلها قادة دولنا ولكن هيهات كأنهم لم يسمعوا بقصة أكلت يوم أكل الثور الأبيض.