رفقاً برجالنا في الاجهزة العسكرية والامنية المختلفة ..
محمود ابوعواد
25-10-2018 04:59 PM
كنت ممن كان له شرف خدمة التجنيد الاجباري في نهاية الثمانينات من القرن الماضي , تعلمنا الكثير من تلك التجربة الرائعة ( وأتمنى من كل قلبي أن تعود خدمة العلم بشكل أو بآخر لما لها من أثر قوي وايجابي على شخصية ونفسية المجندين من شباب الوطن) ومن أهم ما تعلمناه المكتومية و السرية ؛ فكل ما يدور ويتداول في بيئة العمل يبقى فيها ولا تشارك به حتى أفراد أسرتك.
ان مبدأ السرية والمكتومية وامن المعلومة في العمل العسكري أو الامني وحتى في المؤسسات الحساسة الحكومية والخاصة هو رأس مال المؤسسة التي يُعمل بها فلا أحد يجب أن يطلع على ماهية عملك والادوار التي تقوم بها مصلحة للوطن والمواطن .
ومن هذه الامور السرية في الاجهزة الامنية هو عدم معرفة الشخصية الامنية للعوام وطبيعة عملها حيث كان يستعار بأسماء مركبة بالكنية كأن تقول ( أبو عواد , أبو ...ألخ ) هذا بالنسبة للاجهزة الامنية ذات الطابع السري , وكان هذا عملياً واجرائياً يشكل ضمانة لاخفاء الشخصية للعوام وهذا من متطلبات العمل الاستخباراتي او الامني .
الا أن ما نلاحظه اليوم يكاد يشهد انقلاباً على هذه القيمة الامنية الايجابية والتي كان لها أثر ايجابي على عمل الاجهزة وحماية سرية أعضائها . حيث اليوم يتناقل بين العامة أسماء امنيين وعسكريين في كافة الاجهزة وعلى جميع المستويات ومواقعهم واختصاصاتهم حتى على مواقع التواصل الاجتماعي . واعتقد أن هذا خلل كبير يجب الوقوف عليه ومعالجته كي لا نندم في المستقبل .
إن ما دعاني الى الحديث في هذا الموضوع حادثة قتل تعرض لها لواء متقاعد من جهاز المخابرات العامة كان يعمل ضمن ادارة حساسة وملف في غاية الاهمية والسرية الا وهو مكافحة الارهاب ...
لقد خسر الوطن رجلاً خدم الاردن والاردنيين وسهر الليالي بكد وتعب وخاطر بحياته خلال عمله دون ملل ليحافظ على قيمة لطالما تغنى الاردنيين بها وهي الامن والامان فلولا وجود تلك القامات في وطننا الحبيب وسهرهم لما تحصل لنا نعمة الامن الذي نستمتع به حالياً .
فرفقاً برجالنا في الاجهزة العسكرية والامنية المختلفة ...