بما أن الإدارة هي علم متطور وعملية إنسانية اجتماعية، تتناسق فيها جهود العاملين كأفراد وجماعات لتحقيق الأهداف التي أنشئت من اجلها المؤسسة متوخين في ذلك الاستخدام الأفضل للإمكانات المادية والبشرية والفنية المتاحة للمؤسسة ، نجد أن المؤسسات الإعلامية بأنواعها المختلفة ورسائلها الموجهة المتنوعة بحاجة إلى تخطيط وتنظيم واتخاذ قرار قوي في تلك المؤسسات ، إذ أن أهم عوامل زيادة نسب المشاهدة والمتابعة والتوزيع تعتمد على التحرير الجيد للأخبار والطباعة الواضحة والتنسيق الذي يجلب القراء والمشاهدين والمتابعين وقوة الشمول للمادة الإعلامية المراد بثها الكترونيا أو سمعيا أو ورقياً ومن ثم عملية أخراج هذه المادة والتساؤل هنا .. كيف يتم صناعة المادة الإعلامية ؟؟
أي مادة إعلامية في أي قناة وإذاعة ، وموقع الكتروني ، ووسيلة نشر إعلامية تقليدية أو جديدة ليست عرضاً للواقع الخارجي بل هي مادة مصنعة يتم صناعتها عن طريق من تولى عملية إرسالها بحيث يتم اتخاذ عدة خيارات متنوعة للتحكم بشكل وقالب هذه المادة الاعلامية .
فعلى سبيل المثال يتم تصنيع الأخبار في وكالات الأنباء بعد متابعة ، واختيار الأحداث المهمة المراد تغطيتها ،والمراد بثها من خلال وجهة نظر هذه الوكالة ، ومن أي زاوية تريدها بحيث يتم اختيار طريقة صياغة الخبر وكلماته ومصطلحاته على مستوى الوطن والعالم ، أما فيما يخص نشرة الأخبار فأن رئيس التحرير هو من يتولى عملية اختيار الأخبار وبثها ، وكذلك الأمر بالنسبة لأهمية الخبر حيث يتم التفاهم مسبقاً مع المحرر على ترتيب الخبر وطوله وتفاصيله وعنوانه وصيغته وكذلك اختيار وجهة النظر التي سيعرض من خلالها الخبر .
أما بالنسبة للصحف اليومية فهي تحتوي عشرات الصفحات وكلماتها في تزايد مستمر وتعتمد في تزويدها بالأخبار على وكالات الأنباء التي اشرنا أليها والمراسلون والمقالات التي تكتب فيها بحيث تترك مهمة النشر لرئيس التحرير ومدير التحرير والمشرف على الصفحات بحيث يتم تحديد حجم العنوان ومساحة المادة المراد النشر فيها والصور المرفقة حسب أهميتها من وجهة نظر الصحيفة .
وفي البرامج التسجيلية الوثائقية اللاعب الأساسي فيها هو المنتج الذي يقدم رؤيته في الموضوع ومن ثم يأتي دور المخرج والمعد لكي يختار الوسيلة الاعلامية المناسبة للعرض ويتم بناء النص والسيناريو ومن ثم التحضير للتصوير للمواد المرئية ومن زوايا معينة وبصورة محددة لكي يتم تنفيذ المونتاج للفرز لإضافة المؤثرات المرئية والصوتية التي يتم مزجها مع بعض ليكون البرنامج التلفزيوني التسجيلي جاهزاً للعرض .
إن تسيير وتدبير آي مؤسسة إعلامية مهما كان نوعها يتطلب أولا خبرات وكفاءات عالية في التسيير والتدبير الإداري ، ومن خلال ما سبق في كيفية صناعة المادة الاعلامية في الوسائل الاعلامية المختلفة يلاحظ بأن الإدارة في المادة الاعلامية ليست مجرد عرض بسيط للواقع الخارجي بل هي مصنعه ومختارة ومنتقاة بتنسيق جهود العاملين في هذه المهنة لتحقيق الأهداف المرجوه التي وجدت من اجلها تلك المؤسسات وهي تعتمد في صناعتها على الكاتب الصحفي والمنتج التلفزيوني أو المخرج وهكذا بقية الوظائف الاعلامية التي تقدم لنا على مدار الوقت.