عمون - افتتح في العاصمة عمان الاربعاء متنزه سبيل الحوريات الأثري الممول من صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي، بمشاركة القائم بأعمال السفارة الأمريكية.

وتاليا كلمة القائم بأعمال السفارة الأمريكية:

أصحاب المعالي والعطوفة. مساء الخير، وأهلاً وسهلاً بكم. إنه لمن دواعي سروري الترحيب بكم جميعاً في حفلنا هذا لافتتاح متنزه سبيل الحوريات الأثري بحلته الجديدة لاستخدام الجمهور.

بالرغم من وصولي مؤخراً إلى الأردن وتولي مهام القائم بالأعمال إلا أن هذه ليست المرة الأولى لي في الأردن كما يعلم بعضكم. فقد عملت سابقاً كدبلوماسي أمريكي في السفارة الأمريكية، وشاركت قبل عملي في السلك الدبلوماسي في تنقيب الآثار في البتراء، ولذلك فإنه لدي اهتمام خاص بتراث الأردن الغني وآثاره الرائعة.

إذا استمعتم إلى الأصوات من حولنا بينما أتحدث إليكم، ستسمعون أصوات زمامير السيارات وأصواتاً أخرى تعج بها حياة المدينة الحديثة، ولكن إذا نظرتم إلى الهياكل الجميلة خلفي سوف تسافرون 2000 عام عبر الزمن لوقت بنى فيه الرومان القدماء هذا السبيل الرائع لحوريات الأساطير، والذي يضم بركة عرضها 600 متر مربع وعمقها ثلاثة أمتار.

كان سبيل الحوريات يستخدم غالبا لثلاثة أغراض: كخزانات ومعابد و نقاط تجمع

نأمل أن يطفئ سبيل الحوريات عطش السياح محبي الاستطلاع و سكان عمان كما وأنه يشكل ملاذا بعيدا عن صخب المدينة و أخيرا نحن نشجع أمانة عمان و وزارة السياحة و الأثار على توفير المساحة المناسبة للفعاليات الثقافية.

الأردن فخور بتاريخه الثقافي ويحق له ذلك، حيث أن أماكن كالبتراء وجبل نيبو معروفة على مستوى العالم. ولكن واحد من كنوزه العظيمة كان مختبأ لسنوات عديدة بالرغم من أنه على مرأى من الجميع هنا في قلب عمان بقرب المدرج الروماني، ولا يلقى الاهتمام الذي يستحقه. ولكننا سنسطر نهاية لذلك اليوم!

يسرني أن أعلن عن نجاح مركز حمدي مانكو للبحوث العملية في الجامعة الأرنية في ترميم موقع سبيل الحوريات الأثري وتجهيزه لزيارة الجمهور بفضل منحة الولايات المتحدة بجزأيها والبالغة 300,000 دولار من صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.

لقد دعمت حكومة الولايات المتحدة الحفاظ على مواقع التراث الثقافي لما يقارب 20عاماً من خلال صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي، حيث نستثمر في هذا النوع من المشاريع التي تولي اهتماماً بهذه المواقع القيمة لأنها تذكرنا جميعاً بإنسانيتنا المشتركة والحضارات التي ننتمي إلى إرثها جميعاً.

لقد قدم صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي منذ عام 2001 تمويلاً يزيد على مليوني دولار على شكل مشاريع في جميع أنحاء المملكة بما في ذلك البتراء وأم الجمال ووداي الأردن وقصير عمرة وأم قيس.

ان حماية التراث الثقافي للأردن مهم ليس فقط للتاريخ والفهم الإنساني فحسب ، بل له أيضاً قيمة اقتصادية حاسمة للأردن ، من خلال تعزيز صناعة السياحة فيها التي تمثل نحو 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

لا تكمن قيمة حماية التراث الثقافي الأردني في حماية التاريخ وضمان فهم الشعوب لهذا التراث وحسب بل له قيمة اقتصادية مهمة للأردن عن طريق تعزز صناعة السياحة.

يعود الزائر إلى بلاده بعد زيارة الأردن ليخبر أهله وأصدقائه: "يجب عليكم رؤية هذا المكان الرائع الذي يضم تاريخاً رائعاً وأشخاص ودودين ... والمنسف اللذيذ". لقد فعلت أنا ذلك عدة مرات!

تقدم إعادة افتتاح متنزه سبيل الحوريات الأثري سبباً آخر للسياح لزيارة الأردن والاستمتاع بالعجائب الموجودة في هذا البلد بشكل عام وفي قلب وسط البلد في العاصمة بالتحديد.

يعود الفضل في جعل هذا الإنجاز ممكناً إلى رؤية العديد من الأشخاص وعملهم الجاد، وأود أن أنتهز هذه اللحظة لتقديرهم وشكرهم على جهودهم. أشكر وزارة الآثار ودائرة الآثار العامة على العمل الدؤوب للحفاظ على المواقع التراثية كهذا الموقع، ولهم منا كل التقدير. كما نقدر أمين عمان معالي الدكتور يوسف الشواربة على رؤيته وقيادته وعمله للحفاظ على الموقع. يتطلب هذا الموقع الحضاري المركزي الكثير من الاهتمام والحرص منا على عدم إلقاء النفايات وإبقائه نظيفاً. كما قام مركز حمدي مانكو في الجامعة الأردنية بعمل رائع، حيث طبق رؤيته على مدار عدد من السنين عن طريق العمل الجاد. وأبارك للدكتورة عبير بواب والدكتور محمد الخليلي والدكتور نزار العداربة وجميع العاملين والطلاب في فريقهم. هذا الموقع هو ثمرة جهودكم الغالية، متعوا نظركم به، واستمتعوا بقطف ثمار النجاح.

أشكر لكم حضوركم واحتفالكم معنا بهذه اللحظة. أتمنى لكم الاستمتاع بالطعام والمشروبات المقدمة.