ما أحوجنا إلى الحكمة في وقت غيب فيه الحكماء عن الساحة الوطنية وعاث منذ زمن بعيد بعض تجار الوطنية بالوطن الفساد من كل حدب وصوب .
إلى أين نتجه كأردنيين في وقت بدأ الوطن يفقد فيه بوصلته التي كانت محط اهتمام العالم والإقليم في ظل سياسات خارجية تعمل على إضعافه من الداخل قبل الخارج؛ ناهيكم عن السياسات الداخلية بكل أشكالها ومسمياتها التي أخذت تعصف بالوطن والمواطن سواء بدراية أصحاب القرار أو عدم إدراكهم ودرايتهم لما هو قادم ومجهول؛ وعواقب ذلك القادم دون استئذان من أحد.
الوحدة الوطنية ورص الصفوف بين مكونات المجتمع الأردني الواحد هو أحوج ما يكون إليه الوطن الآن بعيدا عن المزاودة في الوطنية فكل منا يعشق #الأردن بطريقته؛ وعلى أصحاب القرار الإستماع لآراء المواطنين الغيورين على وطنهم وعدم تجاهل تلك الآراء فرب ضارة يراها المسؤولون على مواقع التواصل الإجتماعي قد تكون فيها المنفعة لخير هذا الوطن .
أما الإقتصاد الوطني الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن تخلى عن وطننا الشقيق قبل الصديق؛ فهو بحاجة جادة إلى مراجعة سريعة ووقفة مع الذات من قبل الحكومة التي ورثت ملفات إقتصادية و إجتماعية عقيمة من حكومات قد سبقتها فبقيت تلك الملفات في الأدراج المغلقة فتصاعد الدين العام عليها درجة درجة حتى وصل إلى القمة ولفظ الإقتصاد الوطني إلى القاع ؛ فخلف وراءه تبعات إجتماعية خطيرة أخذت تتسلل للمواطن دون دراية بعد أن لامست حاجز الفقر والمعاناة عنده؛ فانتشرت الجريمة المنظمة ؛وكثر متعاطوا المخدرات والممنوعات واتجه البعض الآخر للتطرف نتيجة للبطالة والفقر وفقدان الأمل فأصبحنا نعيش صراع الغاب في دولة يحكمها القانون والمؤسسات.