الوزيرة مجد شويكة هل نحكي مع الرئيس!
د.مهند مبيضين
25-10-2018 01:31 AM
الرئيس هنا هو كل مسؤول في دائرته، أو مؤسسته، وللأسف يأتي الرئيس كل يوم وذات المشاكل تتراكم، ونفس التحديات موجودة، و الحاشية الموروثة ذاتها وتتحكم في مصائر الناس أو الموظفين، والحكومات تقول أنها تُقيم الناس وتريد أن تنشئ نظاما للتحفيز والتقييم والأداء المؤسسي، وتسهب الحكومات في الآونة الأخيرة في حديث الشفافية وتقييم الأداء.
لكن حين يُعين شخص بدرجة عليا وسجله المخزي معروف، وقدراته البائسة هي عنوان مسيرته، فإن الحديث عن تطوير القطاع العام أو الأداء المؤسسي والفاعلية يصبح ضرباً من الخيال والعجز الذي يولد عجزاً، وتعظم المصيبة حين يكون التعيين بضغط.
الحديث عن الخيبات في المؤسسات كبير، وحين تسأل عن تردي خدمة ما في مؤسسة ما، يقال لك احكِ مع الرئيس، والرئيس مكتبة مليء بالوساطات من قيادات المجتمع أو غيرهم، وحين تدخل وتقول التدخين ممنوع وانتم تخالفون القانون، يضحك بوجهك الرئيس أو الموظف سخرية ويقال: أنت مصدق!
القطاع العام ليس كله سيئاً، نرى نجاحات وتحقيق فاعلية كبيرة في مؤسسات مثل الأحوال المدنية والجوازات والترخيص وغيرها، ونرى عقماً إدارياً وتأخراً في مستشفيات حكومية ومراكز خدمة متعددة، وكأن الزمان الذي نعيشه يعود لما قبل نصف قرن.
احكِ مع الرئيس أو العميد إذا مش عاجبك، جملة تتكرر في الجامعات إذا طالب اشتكى من سوء خدمة أو بطء في نظام التسجيل، أو مع عمال أو موظفي البلدية إذا كان الموظف تاركا لمكتبه ولا يقدم واجبه، وتحدُث مع موظف الشركة إذا جاءك متأخرا عن موعده.
فقط الذين يداومون على مكاتبهم في فاعلية قصوى هم موظفو صناديق الكاش، بمهمة القبض نحن الأفضل في القبض، وفي الخدمات الأخرى مقارنة بما ندفع من الأسوأ، صحيح أن تطوير القطاع العام كانت وزارة ألغيت وورثتها وزارة جديدة تتعلق مهمتها في جوانب التقييم والتحفيز، ولكن المشكلة اليوم هي في عقليات المديرين واستحقاقهم لوظائفهم ومهماتهم.
بعض المدراء في درجة عالية من الحصافة واللباقة، ولكن فريقهم الإداري تعبان وغير قادر على توفير الخدمات، وبعض المؤسسات فيها الكثير من الكفاءات لكن فيها القليل من المال اللازم لتوفير خدمة أفضل.
الغريب أن جامعات ومستشفيات ومؤسسات خاصة منافسة لمؤسسات نظيره في القطاع العام، تنجح في الخدمة، والفاعلية المؤسسية فيها عالية برغم قلة عدد الموظفين وحجم الانفاق هو الأقل مقارنة مع مؤسسات الدولة. والسؤال لماذا؟ الجواب هو في ربط الشغيل بالانتاج والتقييد بالتوظيف للحاجة، والتقييم السنوي الفاعل وانعدام الواسطة والضبط والرقابة على الانفاق.
احكِ مع الرئيس جملة تصدر حين يرى الموظف أنه عاجز أو يرى نفسه أكبر من الرئيس، لكن المصيبة أن البعض حتى في حراسة أبواب مؤسسات عامة بات يطلب منك المال قبل أن تدخل أو يسمح لك بذلك، هنا عليك أن تدرك بأن الخراب منتشر من الأسفل لرأس الهرم!!
الدستور