فقدان الثقة بين الحكومات والمواطن .. اين الخلل؟
د. محمد القضاة
24-10-2018 12:23 AM
يقول رئيس الوزراء عمر الرزاز: «أكبر تحد يجابهنا فقدان الثقة بين المواطن والحكومة وبين المواطن ومؤسسات الدولة»، والحديث عن فقدان الثقة بين المواطن والحكومة يشي بالمرارة ويؤكد ضرورة معالجة هذا الخلل المزمن من جذوره، وحين تأملت هذا القول قلت: يجب ان اتحدث بلسان المواطن الانسان الذي يحب الوطن ويعشقه حد النهاية، هذا المواطن البسيط الذي يعاني الامرين في إدامة حياته وفيٌّ اقالة عثراته، وهو بين نارين الأسرة بمتطلباتها المستعصية، والحكومات المتعاقبة بضرائبها التي لا حصر لها، بين متطلبات يومية تنيخ اكبر جمل، ومتطلبات حكومية لا تتوقف ولا تنتهي، وتعالوا معي الى تصريحات الحكومات المتعاقبة على مدار السنوات العشر الماضية، لا بل من عقدين والحكومات تعِدُ الشعب الاردني بشيء من رغد العيش، وكل حكومة تقول في العام القادم تُحل المشكلة وسوف يشعر المواطن بالفرج والراحة! ينتهي العام وترحل الحكومة ولا يأتي ذلك الفرج، وتتشكل الحكومة الجديدة وترفع الشعار نفسه وتقول القول ذاته، وهنا أُذكّر دولة الدكتور عمر الرزاز.
بتصريحات دولة ابو زهير الدكتور عبداالله النسور الذي وعد الناس بالفرج في نهاية العام الثالث لحكومته ورحلت حكومته، ورحلت معها تمنياتها وظل الحال على ما هو عليه، وجاءت حكومة الدكتور هاني الملقي وقالت ان العام 2019 سيشهد انفراجا لتفاجئنا بقانون الضريبة الجديد الذي أثار موجة من الغضب رحلت فيها الحكومة نفسها وطارت الوعود، وتأتي انت يادولة الرئيس وتوظف لنا أجمل عبارات العربية وتدخل إلينا من زوايا جديدة بأفكار ملهمة؛ لكنها لا تحل المشكلة لأنك أعدت قانون الضريبة كسلفك لكن بحوار لا يتجاوز سقف ذلك القانون، وانت تقول في كل لقاء ان
العبء الضريبي يتجاوز 26 ٪وهذا عبءٌ ثقيل جدا، وتصرح حكومتك ان الضريبة على البنزين 90 تصل الى 20.38 ٪وهذا رقم يتجاوز الثقة والحب الحقيقي بين المواطن والحكومة، وتأتي لتشكو من فقدان الثقة بين المواطن والحكومة، الثقة تحتاج معززات حقيقية وصراحة لا تنقصها الشفافية وارادة حقيقية لمعالجة الخلل والفساد واعادة الحياة لكل متطلبات البناء الديمقراطي والاجتماعي والانساني؛ لكن كيف يتم ذلك مع ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الناس ورواتب لا تكفي وحالها يقول مكانك قف منذ سنوات، وحتى لا نبالغ في موضوع الثقة نردد ما يطرحه الناس من اسئلة من مثل، هل يفعل رجال الحكومة عكس ما يقولون؟ وهل من يقفون تحت قبة البرلمان– يهاجمون الفساد والمفسدين–قادرون على السير في محاسبة الفاسدين؟ وهل التصريحات الحكومية الكثيرة هي المسؤولة عن فقدان الثقة فى الحكومة؟ وغالبا لا تجد مسؤولاً يعترف بوجود مشكلة فى حدود مسؤوليته، وللاسف حين يتم سؤاله
الجواب «كل شيء تمام» رغم أن الواقع غير ذلك.
لا بد من اقتلاع الواسطة والمحسوبية من جذورها، وإدامة الحياة بسيادة القانون والشفافية، والعمل في الضوء، ومجابهة الفساد بقوة، وعقلنة الصحافة والتصريحات الكثيرة والمثيرة، وضخ الوعي بأسلوب جديد اساسه الصدق والصراحة والجد.
mohamadq2002@yahoo.com
الرأي