صدر حديثا : كتاب "فلسطين في المنفى" ..
23-10-2018 01:43 AM
عمون - صدر حديثا عن دار هبه ناشرون وموزعون ودار الخليج كتاب " الوطن الممنوع في ذاكرة فاروق القدومي " للكاتب سليم النجار .
تبدو المذكرات التي أصدرتها دار هبه ودار الخليج ؛ عن فاروق القدومي ؛ أحد قادة فتح التاريخيين؛ بمثابة إطلاق سرد تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر ؛ التي طمح الكثير لقراءتها ؛ إنها - أي المذكرات - إعلان سياسي بالأستقلال.
إن المذكرات تكشف الكثير عن الأسرار التي بقيت حبيسة أدراج القادة الفلسطينين ؛ بل إن قضية كبيرة مثل علاقة الشهيد صدام حسين بفلسطين ؛ والذي دفع ثمناً لمواقفه المبدئية اتجاه فلسطين ؛ تأتي بشكل رئيس في الكتاب ؛ لتتضمن أن الرئيس صدام حسين بجرأته وصموده ؛ أمام المشاكل التي كانت تواجهه ؛ وقدرته القوية والصلابة في الحرب ؛ ويخوض حروبه دون خوف ؛ أو وجل ؛ أو حتى تردد ؛ هذا ما عرفته عن صدام حسين ؛ كما أنه يقدم لنا دعما ماليا بسخاء . وليس وحدنا ؛ بل قدم دعما نفطياً ولفتنام؛ ومالياً لدول المغرب العربي ؛ وبعض الدول إلافريقية ؛ ومنها نامبيا؛ على سبيل المثال.
إن فاروق القدومي رغم تغوص في سبر ذاكرته ؛ لكن عينيه على المستقبل تحدث عن الماضي ؛ وعلى سبيل المثال تحدث عن حادثة إغتيال خليل الوزير " أبو جهاد " ؛ أُغتيل ابو جهاد من خلال خمسة أفراد من القوات الصهيونية ؛ قدموا بسيارة " فإن " ؛ وأقتربوا من الحارس الواقف على باب المنزل ؛ وأطلقوا النار عليه وأروده؛ قتيلا ؛ وكانت الأسلحة التي تم استعمالها بها كواتم صوت ؛ ثم دخلوا المنزل ؛ ووجدوا المرافقين نيام ؛ فأطلقوا الرصاص عليهم ثم صعدوا مباشرة إلى الطابق العلوي ؛ سمع الشهيد " أبو جهاد " صوتا مريباً ؛ لكن القدر لم يسعفه ؛ حمل مسدسه ؛ وحاول إطلاق النار ؛ إلا أن القتلة الخمسة أطلقوا النار بشكل جنوني ؛ واستشهد في لحظتها ؛ وبعدها انسحب القتلة إلى السفارة الأمريكية في العاصمة التونسية ؛ وليس صحيحاً انهم انسحبوا وعادوا إلى شاطىء البحر ؛ وكانت تنتظرهم؛ سفن لنقلهم كما أشيع ؛ فهذا الكلام عارٍ عن الصحة .
وكشف فاروق القدومي عن قصة العلاقات الفلسطينية الأمريكية ؛ وقال ؛ أن أول من فتح علاقات مع شركات النفط الأمريكية " أبو سلامة " وبناء على طلب ابو عمار . ولم يكن " أبو سلامة " وحده من يقوم بالأتصال؛ بل الأخ باسل عقل هو الأخر يقوم بنفس الفعل . وبالمناسبة ؛ كان لا أحد يعلم بتلك الاتصالات إلا بقدر ما يخدم توجهات " أبو عمار " السياسية .
يبقى القول ؛ أن الشأن الفلسطيني المتفاعل- دماً وسياسة - يوما بعد يوم . ال " لقراءة " هذا الكتاب هي لصورة؛ كتاب مفعم بالإيحاءات؛ ترسم ظلالها ربما " الخريطة الأمريكية .. والطريق الإسرائيلي " أو إن شئت فلك أن تبدل مواقع الصفة والموصوف .. لا فرق.