القرار قرار أردني تاريخي. ولنا في التاريخ محاضر؛ فاقرأوها بعناية. إطلعوا عليها بتمعن. تفحصوا سطورها جيدا، واستخلصوا مما بينها كلمات خطتها أنامل الهاشميين بمداد حب هذا الوطن، وسطرتها دماء الجنود النشامى الطاهرة الزكية.

ففي التاريخ سجل دونه الهاشميون عندما أطلقوا الرصاصة الأولى ضد الإحتلال العثماني للعرب معلنين الثورة العربية الكبرى على الظلم والاستبداد العثمانيين في العاشر من حزيران عام 1916.

وفي التاريخ قيد عنوانه: "قرار تعريب الجيش الأردني" أمضاه الملك الهاشمي حسين بن طلال بإمضاء عزة نفس البدوي الأردني، وإمضاء إباء روح الحضري الأردني. وقد تم قيد القرار في قيود التاريخ في الأول من آذار عام 1956.

وفي التاريخ صفحة سطرها النشامى بأروع معاني البطولة والشجاعة، ووسموها بعنوان: "الكرامة"، وذلك في الحادي والعشرين من آذار عام 1968.

وفي الحادي والعشرين من شهر تشرين أول لهذا العام، يطلق الملك الهاشمي عبدالله الثاني إبن الحسين رصاصته الأولى ضد الإحتلال الصهيوني للأرض العربية معلنا ثورة عربية كبرى ثانية على ظلم واستبداد العدو الصهيوني، ويثبت أركان عروبة هذا الوطن بتعريب الباقورة والغمر، ويحلق بكرامة الأردني في أعالي السماء صقرا لا يدانيه أحد مما فطر فاطر البشر.

القرار قرار أردني شجاع وحكيم صرح علنا وجهرا بكل جرأة وجسارة: لا مساومة قيد انملة على ذرة من ذرات تراب هذا الوطن المقدس.

وهذا الوطن قدسته قدما موسى حين وقف على جبل نبو ينظر غربا. قدسته روح إبن مريم حين تعمد في نهره الجاري منذ فجر التاريخ. طهرته من براثن الروم والعجم دماء الصحابة في هضاب مؤتة ووعلى ضفاف اليرموك.

القرار قرارنا نحن الأردنيون، ومن نحن الأردنيون؟

نحن الأردنيون أحفاد الأنباط، بناة البتراء في الصخر نحتنا، وألف عمود في جرش أقمنا، وقلاعا على قمم الجبال بنينا، وقصورا في الصحراء شيدنا.

القرار قرار أردني نقي خالص لا تشوبه شائبه؛ فقدسية السيادة الأردنية لا تعلوها قيد شعرة وثنية المصالح!

القرار قرار أردني، وشماغه أحمر وأبيض وأسود: مزيج من شماغي الشعبين العربيين الأردني والفلسطيني.

القرار جبلناه من تراب هذا الوطن ومياه نهره أنا وأنت عزيزي النشمي؛ و"سيدنا" نفخ فيه روح الحياة مصداقا لقوله: "إرفع رأسك، أنت أردني".