رجل اعمال أردني: "الاستقامة وراء نجاحي"
يوسف عبدالله محمود
21-10-2018 02:23 AM
على قدر اهل العزم تأتي العزائم ويأتي على قدر الكرام المكارم "المتنبي"
ما من نجاح حقيقي في الحياة يكون سهلاً. وكما قيل "لا بُد دون الشهد من إبر النحل". قبل أيام بث التلفزيون الاردني مسيرة نجاح شاب بدأ حياته من الصفر معتمداً على نفسه. والده المرحوم زكريا نايف استيتية، الذي بدأ مشوار حياته –كما أعلم- مساعداً لوالده المرحوم الحاج نايف استيتية الذي كان يمتلك محل "بقالة" في مدينة بيت لحم المحتلة الآن.
شدّتني المقابلة التلفزيونية لأنها تحكي قصة نجاح باهر احرزه نايف زكريا استيتية، تجلى في مركز تطوير الأعمال الذي أنشأه مع شركاء آخرين. وكما ذكر فقد درب هذا المركز شباباً كثيرين يشغلون اليوم مناصب قيادية في البنوك والشركات. ما بهرني في شخصية رجل الاعمال هذا هو تواضعه، فالبرغم من عطائه المستمر الا انه لا يعزوه الى نفسه بل الى آخرين معه، لم اسمعه على مدى الحلقة يفتخر بشخصه، بل كان افتخاره بما انجزه على الأرض من مشاريع تستثمر في الانسان.
وكما تعلَّم والده المرحوم زكريا استيتية من الوالد الحاج نايف –رحمه الله- الكدّ والجدّ والاستقامة فإن هذه الفضائل تبناها رجل الأعمال نايف زكريا استيتية، إرث ما زال يعتز به.
في بداية حياته لم يحالفه النجاح، فقد فشل وخسر في اكثر من مشروع، وحين شكا ذلك الى والده، لم يصدمه، بل طالبه بعدم الاستسلام للفشل ومعاودة الكرة من جديد، وهذا ما كان.
نجاح يعقبه نجاح، وظف هذا النجاح في خدمة وطنه ومن ثم في خدمة اقطار عربية واجنبية أخرى، أُعجبت بريادته في مشاريع تستثمر في الانسان اولاً، فطلبت منه نقل التجربة اليها.
قصة نجاح يهديها صاحبها الى شباب الوطن. يقول لهم: لا يأس مع الحياة، من سلك الجدد آمن العثار.
تعلم نايف استيتيه من والده زكريا –رحمه الله- وكما ذكر ضرورة إجادة فن "الاصغاء". ان تصغي الى محدثك قبل ان تناقشه. ان تحترم وجهة نظره وإن خالفت وجهة نظرك. وهنا انتقد شباب اليوم الذين لا يحسنون فنّ "الاصغاء". انتقد سلوكيات الكثيرين منهم.
محقاً كان في هذا النقد، فشبابنا اليوم –ولا اقول كلهم- يستسهلون "النجاح" يريدون ان يُقدم لهم على طبق من ذهب!
وهنا يذكر رجل العمال هذا انه حين حصل على درجة الماجستير في ادارة الاعمال ان والده الذي ان يمتلك شركة كبيرة وظفه في البداية كاتب حسابات مع انه كان يتوقع ان يجعله نائباً او مساعداً له.
قال له الوالد: عليك اولاً ان تتدرب، كان والده صاحب بصيرة، عركته التجارب وعركها قبل ان يتذرّى قمة النجاح، من هنا كان يريد لولده ان يحذو حذوه وهذا ما كان.
وبعد، إن ما احرزه الابن بعد وفاة والده من نجاحات، لفتت إليه انظار مؤسسات عالمية ارادته ان ينقل تجربته الرائدة -مركز تطوير الاعمال- الى بلدانها. وتقديراً لهذه النجاحات نال نايف زكريا استيتية اكثر من تكريم، في مقدمتها تكريمه بوسام رفيع ن قبل جلالة الملك عبدالله الثاني.
اختم بهذا البيت من الشعر:
المرء ينشا على ما كان والده إن الجذور عليها تنبت الاشجار