ينقل المؤرخ الفلسطيني المعروف عارف العارف، والرجل الذي خبر الإدارة بالأردن في عهد الإمارة حديثاً للملك المؤسس الشهيد، يروي خلاله كيف رأى الأمير (آنذاك) الأردن.
ويقول العارف في أورقه عن الآمال التي حملها الأمير، بقوله عن الأمير أنه حمل آمالاً جساماً خاصة في الأردن التي رأى فيها خيلاً وسلاحاً رجالاً، أدرك أنه باستطاعته أن يحرر سوريا من الفرنسيين من خلالهم بلمح البصر.
ويصف الأمير الإعتزاز بأهل الأردن، في تلك الأيام، قائلاً عن بداياته في عهد الإمارة، وفق العارف،" في تلك الايام استعطت معه أن أوقف المعتدين الانكليز عند حدهم وأن أوبخ المستر فيلبي المعتمد البريطاني لأنه تسلم استدعاءً من أحد أهالي مأدبا وناولني إياه فقلت له إنك هنا معتمد بريطاني، ما جئت لبلادنا لتقبل الأستدعاءات والشكاوي".
حديث الذاكرة للعارف يشرح كيف أحكم الإنجليز قبضتهم على البلاد لاحقاً، واغتالوا الأحلام العربية والمشاريع الكبيرة، والمفارقات التي جرت والتي أدت إلى استحكام سيطرة الإنتداب على مفاصل الدولة الناشئة.
ومناسبة الحديث، هي ما نراه يجري في كثير من الدول التي كلما استطاعت أن تستمسك بزمام أمرها حتى لاحقها ممثلو السفارات وغيرهم ليغتالوا أحلامها، وليخلقوا كل "هوة" بين القيادة والشعب.
إذ جرى الحديث بين العارف وسمو الأمير عام 1928م، بينما حصل الأردن على استقلاله بعد (18) عاماً من هذا الحديث الذي حمل وجوه الشكوى من الإنتداب وحالة الوهن العربي التي أحاطت بالأردن وأخرت كثيراً من عناوين استقلاله.
لقد حاول الانتداب اضعاف القيادة وابعادها عن الشعب، ولكن الأردن بقي قيادةً وشعباً مصراً على نيل استقلاله، الذي تحقق بالرغم من كل المعيقات، لذا فأي حديث يحمل ملامح الوهن هو غير منصف بحق الأردن، ولم يقرأ تاريخه !
فالأردنيون كلما كانوا سنداً لقيادتهم كانت الصعاب أسهل، وعلى هذا يحاول البعض اضعاف هذه العلاقة، حمى الله وطننا الهاشمي .