كان في حارتنا - كما كل الحارات - شاب بسيط العقل، لا يؤذي ذبابة، و لا يعرف ما عدد أصابع اليد الواحدة.
كانت الجارات والأمهات يستخدمن هذا الرجل في احضار كأس من السكر من عند الجارة الفلانية، أو أخد صينية لحمة باللبن للمخبز (الفرن)، او منادة الولد المختبىء في زاوية الشارع ولا يريد ان يستحم.
المهم ان هذا الشاب البسيط عاش حياته هكذا، قانعا راضيا، و تركته هكذا عندما سافرت لمصر عام ١٩٦٣.
عندما عدت من التخصص في أواخر السبعينيات والتحقت بالتدريس بالجامعة الأردنيه سمعت ان هذا الشخص ( البسيط ) قد التحق موظفا بإحدى الدوائر الحكومية التي سمحت له لاحقا، بالدراسة الخاصة فحصل على الثانوية العامة ثم بكالوريوس بالمراسلة ، عمل في تلك الدائرة عدة سنوات ثم انتقل إلى دائرة أخرى، والتي سمحت له بدورها بدراسة الماجستير في احدى الغرف الخلفية في شارع الرسائل، فنجح فيه ،.
في اخر مرة سمعت عنه، قيل لي انه حصل على دكتوراة من احدى الجامعات الوطنية، وانه عين في إحدى الجامعات ويقوم بتدريس بعض المساقات، وبشرف على ٨ طلاب ماجستير.....