ليس صحيحا أن الأردن كان أغلق حدوده مع سوريا بالكامل فقد ظل تدفق اللاجئين بلا حدود وبقيت المساعدات الإنسانية تمر وكان هناك نزرا يسيرا من التجارة .
للتذكير إغلاق الحدود الرسمية كان لضرورات أمنية بحتة قررتها الحكومة أنذاك سيطرة عصابات إرهابية مثل داعش وغيرها على أجزاء مهمة من محافظة درعا والواجهة الجنوبية وليس نزولا عند رغبة ضغوط خارجية فالأردن ليس دولة قصيرة النظر كي تطلق الرصاص على أقدامها لأن غلق الحدود هو خنق للأردن أولا قبل أن يكون لسوريا.
أخيراً تم افتتاح معبر جابر - نصيب الحدودي، وفتح شريان الحياة الذي كان دائماً يربط الأردن وسوريا الى تركيا وأوروبا تجارياً ومن جميع النواحي.
هذا الحدث يستحق الاحتفال، ولكنه يستحق قبل ذلك استعداداً لتوظيف المعبر لحركة التجارة بالاتجاهين، فلا يكفي ان يكون مسموحاً بالتصدير إذا لم تكن هناك كميات كافية جاهزة للتصدير، بجودة عالية وأسعار تنافسية.
بسرعة دفع الجانب السوري بقائمة تتضمن المسموح إستيراده الى أراضيها وحدد وقتا لمرور الأفراد، هذه ضرورات تنظيمية وأمنية مفهومة، لكن الإنفتاح يحتاج الى تفاهم أكبر .
المعبر همزة وصل بين البلدين فسوريا ليست شريكاً تجارياً بل ممرا للبضائع الأردنية الى أوروبا والوصول الآمن إلى سوريا يؤمن للصادرات الأردنية ليس سوقاً سورية كبيرة وحسب بل أيضاً القدرة على الوصول براً إلى تركيا وأوروبا.
فتح الحدود مع سوريا سيشجع عودة المزيد من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والأعداد لا تزال محدودة جدا فالأردنيون المغادرون الى دمشق ومحافظات سوريا أضعاف السوريين العائدين وهو ما سيحتاج الى تفاهمات أردنية سورية تضمن تأميم وأمان عودة هؤلاء اللاجئين إذ لا يجب أن يبقى إختياريا .
قبل الحرب، الاردن يرتبط مع سوريا بعلاقات تجارية كبيرة لم تتأثر يوما بتقلبات السياسة وإن مسها بعض الضر إذ يقدرحجم التبادل التجاري بحوالي 400 مليون دينار، وتبلغ صادرات المملكة الى سوريا ما قيمته 150 مليون دينار في حين يستورد بما مقداره 225 مليون دولار، غير التجارة القائمة عبر الحدود وهي غير محصاة لكن إحصائيات تقديرية قدرتها بأضعاف التجارة الرسمية .
مشاريع مشتركة توقفت بالكامل عدا عن توقف الحركة السياحية حيث ان كثيرا من الافراد يدخلون الى سوريا عن طريق المنافذ الحدودية الأردنية كمنفذ الرمثا والمفرق إضافة الى التأثير السلبي على نشاط القطاع المصرفي وحركة التحويلات المالية وتكبد البنوك الأردنية التي لها فروع في سوريا خسائر كبيرة أثرت على أرباحها وشلت تعاملاتها كليا.
الراي