عصر المهارات لا الشهاداتأ.د.محمد طالب عبيدات
23-06-2009 02:39 PM
إن المتفحص لقصص النجاح التي تحققت في الألفية الثالثة ليجد بصورة واضحة للعيان وبسمة جلية أن المهارات فيها تطغى على الشهادات، وذلك لأسباب كثيرة منها نوعية فرص العمل المطلوبة لدى جيل الشباب وفرص زيادة الدخل والقيم المكتسبة من ذلك وطبيعة هذه الألفية التي أساسها التقنية وثورة تكنولوجيا المعلومات وغيرها من الأسباب والتي توائم لغة العصر الحديث، لكننا ورغم ذلك ما زلنا نلحظ الكثير من الشباب اللذين لا تؤهلهم قدراتهم الذهنية أو تحصيلهم الدراسي للدخول للجامعات يحاولون أن لا يعطوا أذانا صاغية لهذه الحقائق ويتجهون لتحقيق ميولهم ورغباتهم –وان كانت لا توازي قدراتهم- لحبهم وشغفهم بالشهادة والتي تعزز عندهم حسب تفكيرهم وثقافتهم المجتمعية الأنفة والثقة بالنفس لأنهم فقط يحملون شهادات وان كانت هذه الشهادات حسب الذهنية القديمة جدا لا تستخدم البتة وتعلق على الجدران وتسوق الشباب أحيانا إلى طوابير العاطلين عن العمل لكنها ترضي الفضولية لدى الشباب والأنفة لدى الوالدين وتشكل لهم مصدر الاعتزاز أمام أقرانهم من جيل الوالدين. ولهذا فإننا أصبحنا نجد بعض الشهادات تؤخذ لتصبح مصدر اعتزاز للوالدين وللتباهي بها أمام أقرانهم وأصدقائهم حتى وان كانت لا تتواءم وحاجات سوق العمل أو لا تؤول لنتيجة أو لمجرد الشهادة، وربما ليقال أحيانا أن أبو فلان هو أبو الشهادة كذا! ولهذا نجد الكثير من الشهادات المكدسة والتي لا يعمل أصحابها، بيد أننا نجد الكثير الكثير من فرص العمل التي تتطلب المهارات والتي تطلب عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذا بحد ذاته يشكل جدلية متناقضة لدى هؤلاء ولدى المجتمع برمته! ونحن هنا لا ننكر ما تكسبه الشهادة للشاب من معرفة ووضوح في الرؤية وشخصية وقدرة تعليمية تعلمية وثقافة عالية وغيرها لكننا نريد أن نضع النقاط على الحروف بخصوص جدلية العلاقة بين الشهادة والمهارة وأين نحن من ذلك كي نعزز لدى الشباب ثقافة المهارات وخصوصا التقنية منها!
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة