تنتشر ظاهرة الإتهام الجزاف بين الناس هذه الأيام وتشجّعها وسائل التواصل الإجتماعي وشبكة الإنترنت والإعلام الإلكتروني التي باتت منبراً مفتوحاً على الغارب لكل الناس وليدلوا بدلوهم بالطول والعرض صوب أياً كان؛ فالبعض يقذف الآخرين متهماً إياهم جزافاً دون دليل، وهذا كقذف المحصنات تماماً؛ وللأسف كثير من المتعلمين وأصحاب الشهادات والمناصب وشخصيات المجتمع يقعون فرائس لذلك من قبل أقرانهم وربما أبناء بيئتهم في العمل:
1. غالباً ما تكون اﻹتهامات صوب أصحاب قصص النجاح المنافسة وليس صوب حالات بائسة أو يائسة؛ وغالباً ما تكون بالسمعة أو بالمال أو بالعرض لصعوبة إثباتها.
2. تنتشر اﻹتهامات الجزاف هذه اﻷيام بسبب إنحدار منظومة القيم وربما تلاشيها؛ فوجود جهاز خليوي ذكي أو حاسوب أو آيباد يكفي لنشر أي إتهام صوب أي ضحية.
3. الأديان كلها ترفض اﻹتهام الجزاف بل وتحرّمه وتجرّمه، وكذلك اﻷعراف والتقاليد واﻷخلاقيات، فمن يخاف الله لا يتّهم الناس زوراً وبهتاناً ولا يسيء لهم.
4. أصبح اﻹتهام الجزاف ثقافة مجتمعية مع اﻷسف! والشاطر من يسيء للناس من الشرفاء أو الذين يحاولون تطبيق القانون لتعزيز الإنتاجية وروحية العمل.
5. في علم اﻹجتماع تصرفات كهذه تدعى إسقاطاً حيث الكلام صفة المتكلم ويسقطها على اﻵخرين، ولا يقبل بها أي إنسان يحترم نفسه.
6. مطلوب إنصاف اﻵخر ووضع أنفسنا مكانه في الموقف عند تقييم اﻷمور وبذلك لن نظلم أبداً.
7. بالمقابل سيوفنا مُشرعة ضد كل فاسد؛ ونحن لا نقبل بأن لا يتم تجريم كل فاسد وفق القوانين المرعية؛ وبالتالي فلا حصانة لفاسد.
بصراحة: لنتقي الله في الآخرين وأنفسنا، ولنضع أنفسنا مكان اﻵخرين، فمتّهمو الجزاف يسيئون ﻷنفسهم قبل اﻹساءة للآخرين، والمطلوب الوقوف مع أصحاب قصص النجاح ومحاربة كل فاسد، ومطلوب تمييز الغث من السمين والتمييز بين الشرفاء والفاسدين.
صباح الشرف والأمانة