الصحافة والنواب .. الأزمة مستمرة
فهد الخيطان
23-06-2009 03:02 AM
*** العودة عن قرار المقاطعة احترام للرأي العام وليس تراجعا امام المجلس
فعلت نقابة الصحافيين حسنا باعلان نيتها »دراسة اجراءات مقاضاة النواب الذين وجهوا اساءات وشتائم للزملاء والصحافة الاردنية« مثلما اقتاد المجلس الكريم الصحافيين الى المحاكم من قبل فلنا الحق ان نعاملهم بالمثل.
لم تنته ازمة الصحافة مع مجلس النواب بقرار رؤساء التحرير امس العودة لتغطية اعمال المجلس بشكل مقتضب, فالمعني بهذه الخطوة هو الرأي العام الاردني صاحب الحق بمعرفة الحقيقة وليس النواب بكتلهم ولجانهم.
ستنصف الصحافة النواب والكتل الذين وقفوا دفاعا عن حرية الاعلام واستنكروا الاساءات الموجهة اليهم وستقاطع من هاجم الصحافة والصحافيين.
الازمة لم تنته لأن الصحافة وكما اكد رؤساء التحرير في بيانهم »ستواصل ممارسة دورها الرقابي على اداء النواب ولن تخضع لأية ضغوط مهما كان نوعها, ولن يثنيها اي شيء عن نشر آراء المواطنين باداء مجلس النواب«. وأمس تقدمت »الصحف الاربع« بطلب رسمي الى المجلس لتزويدها بتفاصيل نفقات سفر النواب للخارج استنادا الى قانون حق الحصول على المعلومات الذي اقره المجلس الكريم.
لم تنته الأزمة لأن الاساءات للصحافيين لم تتوقف من جانب بعض النواب تحت القبة وخارجها, ليس في زمن هذا المجلس وانما المجلس السابق, وما زال في الذاكرة القريبة الاعتداء الهمجي الذي تعرض له الزملاء المصورون تحت القبة ولم يكلف المجلس خاطره بدفع تعويضات بدل اجهزة التصوير التي حطموها بأيديهم.
لم تنته الازمة لأن مجلس النواب يواجه ازمة ثقة شعبية غير مسبوقة لا تستطيع الصحافة تجاهلها وهي تتلقى كل يوم رسائل التذمر الشعبي من اداء النواب.
لم تنته الازمة لأن الامتيازات للسادة النواب والمخالفة للقوانين والدستور لم تتوقف وما زالوا يطالبون بالمزيد وآخرها الجوازات الحمراء.
لم تنته الازمة لأن الصحافة لم تفتعلها وانما النواب الذين ضاقوا ذرعا بنتائج استطلاعات الرأي.
لم تنته الأزمة لانها بدأت منذ انتخاب المجلس بالطريقة العجيبة التي شهدها العالم ولن تنتهي الا برحيله لنبدأ صفحة جديدة نظيفة.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net