ثقافة العيب ونتائجها السلبية
نسيم عنيزات
18-10-2018 01:12 AM
على الرغم من التغيرات الاجتماعية التي طرأت على مجتمعنا لاسباب وعوامل عديدة الا ان ثقافة العيب ما زالت متجذرة فينا وبين شبابنا الذين يرفضون الكثير من الاعمال والمهن استنادا لهذه الثقافة على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها.
لم تتمكن الاوضاع الاقتصادية وما يعانيه شبابنا واسرنا من بطالة وضنك العيش من كسر حاجز ثقافة العيب التي اصبحت ظاهرة اجتماعية لم نتمكن من تجاوزها او التخفيف منها على اقل تقدير في ظل رفض الكثيرين للعديد من الاعمال والمهن في وطنهم والمفارقة بانه قد يقبلها او يعمل بها في الدول الغربية.
وتعرف ثقافة العيب «بانها ظاهرة يرفضها مجتمعٌ ما باعتبارها لا تتناسب مع العادات، والتقاليد السائدة، أو النظرة الفكرية المشتركة بين الأفراد عموماً، وترتبط ثقافة العيب عادةً بظهورِ شيءٍ جديدٍ وغير مألوف أو معروف مسبقاً وقد يكون معتمداً على ثقافة غيرية؛ بمعنى مأخوذ من المجتمعات الأخرى، لذلك يعتبر مرفوضاً، وغير مقبول؛ بسبب عدم توافقهِ مع الأفكار الثقافية، والاجتماعية، وحتى الأخلاقية داخل المجتمع الواحد».
ويلاحظ الكثير من الشباب الذين يفضلون البقاء في صفوف البطالة او في البيت على الالتحاق بعمل لا يتناسب مع وضعهم الاجتماعي او شهادتهم العلمية او لسمعة قد تكون سيئة عن مهنة ما ويتم تعميمها .
ان ديننا الحنيف وكل الاديان السماوية تحث على العمل والبحث عن الرزق لتجنب البطالة والعوز الامر الذي ينعكس ايجابا على الاسرة والمجتع باكمله ويسهم في تطوير الحياة الاقتصادية وينمي التكافل والتعاون المجتمعي .
ان ظروفنا الاقتصادية والمعيشية تلزمنا ان نتخطى هذه الافة الا ان التربية الاسرية ما زال بعضها يرفض بعض المهن وتعزز هذه الفكرة لدى ابنائها الذين يصطدمون بالواقع عندما يدخلون معترك الحياة مما يسبب حالة من التناقض الداخلي لدى الشباب .
يوجد لدينا عشرات الالاف من فرص العمل في بلدنا لو تم استغلالها من ابنائنا وشبابنا لما وصلنا الى هذه الارقام من البطالة التي اقتربت من (19 بالمئة ) والتي انعكست سلبا على الاوضاع الاقتصادية والحياة المعيشية للمواطن وما يرافق ذلك من احتقان ناتج عن حالة الاحباط والملل بسبب الفراغ الذي يعيشه الشباب لان العمل والمردود المالي وعدم وجود ترف الوقت لدى ابنائنا يسهم في الاستقرار المجتمعي والحد من ظاهرة العنف الاجتماعي وكل المظاهر الاجتماعية المرفوضة .
اننا نعيش حالة من الانفصام في الشخصية حيث نرفض العمل ونحن بحاجة لدينار واحد منه وفي نفس الوقت نمارس ظواهر اجتماعية مرفوضة اخلاقيا وانسانيا ودينيا مستغربين اين العيب من العمل كحراس في البنايات والعمارات السكنية او محطات الوقود او المطاعم وغيرها .
اننا بحاجة الى اعادة النظر بسلوكياتنا ونمط حياتنا الاجتماعية لننسجم مع الواقع الذي نعيشه.
الدستور