عمون - احتفل المنتدى العربي مساء امس الثلاثاء بتسليم جائزة المرحوم حسين مجلي للدراسات القومية للاستاذ الدكتور محمد عبد الشفيع عيسى ، الاستاذ بمعهد التخطيط القومي بجمهرية مصر العربية، وذلك في الذكرى الرابعة لرحيل الفقيد الكبير حسين مجلي، وزير العدل السابق ونقيب المحامين الاردنيين الاسبق، بحضور جمهور كبير من اعضاء المنتدى واصدقائه وعائلة الاستاذ حسين مجلي واصدقائه ، في احتفال مهيب، بدأ بترديد نشيد "بلاد العرب اوطاني" وتبعه عرض فيلم قصير عن المرحوم ابو شجاع .

و القى رئيس المنتدى العربي ، رئيس مجلس امناء الجائزة ، المحامي فايز شخاترة كلمة قصيرة تطرق فيها الى مناقب المرحوم ابو شجاع وسيرة حياته النضالية، منذ ان انتسب الى حزب البعث العربي الاشتراكي الى التحاقه بالقوات المسلحة الاردنية ، ثم ضابطا في الجيش الاول في الجمهورية العربية المتحدة ، فمحاميا ونقيبا للمحامين الاردنيين لعدة دورات ، ونائبا في مجلس الامة الاردني الحادي عشر، ووزيرا للعدل ، مختتما حياته السياسية رئيسا للمنتدى العربي لما يزيد على عشرة اعوام .

وتطرق المحامي شخاترة الى ان المرحوم كان يرى بثاقب بصره وبصيرته ان لا خلاص لامتنا العربية في مواجهة التحديات المصيرية التي تواجهها الا بوحدة اقطارها التي تبدأ بوحدة بلاد الشام والعراق " سوريا الكبرى" في مواجهة "اسرائيل الكبرى" ،وان لا سبيل الى ذلك الا باستعادة الحركة القومية لوحدتها وفعاليتها، التي تميزت بها خلال خمسينات وستينات القرن الماضي ، بحركة عربية تقدمية واحدة،تجسد وحدة النضال العربي في مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية التي تهدد وحدة امتنا ، بل تستهدف وجودها من اساسه .

و القى الدكتور محمد عبد الشفيع عيسى محاضرة بعنوان "تأكيد الهوية القومية العربية: الاستاذ حسين مجلي نموذجا" تعرض فيها الى ما آلت اليه حال التيار القومي العربي من تشرذم وصعود مد إسلامي ظلامي ، في جزء كبير منه ، ادى الى بروز ظاهرة "داعش والنصرة" وما نتج عن هذه الظاهرة من تفكيك لأسس الدولة في العديد من الاقطار العربية، وتمزيق لوحدة المجتمع فيها، عبر اثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية والجهوية، مما شكل اختراقا كبيرا للامن القومي العربي عامة، والامن الوطني في الكثير من الاقطار العربية ، مختتما حديثه بضرورة استعادة التيار الوحدوي العربي لوحدته واستلهام مشروع عربي نهضوي يقوم على هوية عربية جامعة حضارية ، تلم شتات الامة وتساهم في السيطرة على ثرواتها لتسخيرها لمصلحة اوسع الفئات الشعبية فيها، تخلصا من الهيمنة الاجنبية والتبعية للقوى الخارجية.

والقى المحامي وميض مجلي كلمة حيّا فيها الحضور بتحية " الحق والعروبة" التي كان ابو شجاع ، رحمه الله، يحيي بها جمهوره دائما، وقال ان الحق والعروبة لن يعلوان في الارض العربية مادام الكيان الصهيوني مسيطرا على الاض العربية في فلسطين وما جاورها، وان اهم ما يمكن التركيز عليه في هذه المناسبة هو التمسك بالافكار والمبادئ التي امن بها المناضل الكبير حسين مجلي طوال حياته النضالية والسياسية، وقدّم نموذجا مميزا في الالتزام بها، إذ لاسبيل لتطبيق اية مبادئ، ان لم يتم تجسيدها في نموذج حيّ واقعي، ولقد شكل ابو شجاع خير مثال على الالتزام بالافكار والمبادئ التي كان يدعو لها طوال حياته.

وسلم كل من المحامي فايز شخاترة، رئيس المنتدى العربي ، والمحامي وميض مجلي الجائزة للدكتور محمد عبد الشفيع عيسى، الذي عبر عن اعتزازه بهذه الجائزة التي تتفوق قيمتها المعنوية بكثير على قيمتها المادية، واختتم الحفل بترديد الحاضرين نشيد "موطني".