الإنسان في تعامله مع الناس ينتهج على وتيرتين !
الوتيرة الأولى .. التربية !
الوتيرة الثانية .. ثقافته و ليس شهادته !
كل ما حسنت التربية و حسنت الثقافة كلما ملك فن الحوار و التعامل الراقي مع الناس !
و كلما سيئت تربيته و ساءت ثقافته فلا يملك من الأسلوب سوى الهمجية !
و لكن المهم من ذلك كله
يرجح كفة التربية على الثقافة !!!!
لم لأن التربية هي فترة غرس بذور القيم و المبادئ و الأخلاق في الفرد
بينما الثقافة هي تنمية تلك البذور فقط !!
فالثقافة لوحدها لا تصنع للإنسان الرقي !!
بل تزيده همجية ووضاعة
أوضح لكم أكثر
لو لديك مزرعة تريد أن تشجر فيها و تزرعها ! لتنمو و تثمر
هل ستختار التربة الميتة ! الجافة ! القاسية !
أم التربة الخصبة ! الغنية !
بالتأكيد الخصبة لأنها التربة الوحيدة المهيأة للزراعة
فكذلك النفس البشرية التي تغذت من المبادئ و القيم و خصبت
يرقيها العلم و الثقافة رقيا !
حتى تصبح كوكبة يتزين بها سماء الرقي !
أما التربة الميته ! الجافة !
لا ينمو فيها سوى الأشواك و الهلاك !
فلا يخضر فيها عود نبت و لا تؤتى الثمار أوكلها
لا نجد فيها سوى الجهل و الوقاحة
فهل يتطلع الإنسان التعامل الراقي من شخص تجرد من التربية الحقة !!
و هل ننتظر من نبات البن المر القاسي أن يثمر سكرا !!
و المقصود بالتربة الأساس و الأساس هو التربية
فحذاري أن تعتلي سلم الثقافة !
و تهمل أخلاقك !