ذكرنا في الحلقة الماضية ان اسرائيل بدأت الحرب ، ومنذ قبيل الساعة الثامنة صباحا من يوم 5 حزيران 1967 قصفت على الفور 18مطارا عسكريا مصريا، وقبيل الساعة الواحدة ظهرا بدأت بقصف مطاري عمان والمفرق في الاردن ، وثلاثة مطارات في سورية ، ومطار الاتش ثري في العراق . وقد حارب الجيش الاردني على عدة جبهات منها القدس التي فصلنا الحديث عنها في الحلقة الماضية اما باقي الجبهات فنفصل عنها الحديث في هذه الحلقة حيث حارب الجيش الاردني بقيادة الفريق الركن عبد المنعم رياض على عدة واجهات كما يلي :
واجهة قطاع رام الله ، كلف اللواء الهاشمي الذي يقوده العقيد كمال ناصر مهمة الدفاع عن جبهة رام الله والتي تمتد من شعفاط في القدس الى منظقة نابلس ، وتضم الجبهة التي يتراوح طولها بين 30-50 ميلا ثلاثة كتائب هي كتيبة الملك غازي السادسة وكتيبة الامير محمد التاسعة وكتيبة الهاشمية العاشرة .
ومن جانب العدو كان لواء (هاري ايل ) الالي الذي بدأ زحفه نحو الجبهة الاردنية بعد الخامسة من بعد ظهر 5 حزيران 1967 على ثلاثة محاور محور الشيخ العزيز والرادار ومحور القسطل ومحور النبي صموئيل . وكان يساند لواء هاريل لواء اخر باتجاه مرتفعات اللطرون . واستمر القتال الى صباح يوم 6 حزيران ، ودارت اكبر المعارك مع العدو في مثلث بيتونيا الى ان خسرت القوات الاردنية معظم الياتها واسلحة مقاومة الدبابات ، ثم استولى العدو على بيت حنينا واتجه بعدها الى تل الفول شمال شرقي شعفاط ، فوقعت معركة بين الطرفين بالدبابات وكانت من اشد المعارك ، وقد تعرضت القوات الاردنية الى قصف جوي مكثف فقدت به اكثر من ست دبابات وتراجع الباقون بعهد ظهر يوم 6 حزيران . وفي اللطرون ادى التفوق العددي لجيش العدو وقصف الطيران الى ارتداد الكتيبة العاشرة وتقدم العدو الى بيت عور وبيتونيا ورام الله . وتعرض اللواء الهاشمي لقصف مكثف بالطيران مما اضطر اللواء للارتداد وحاول قائد اللواء اجراء بعض الترتيبات والتنقلات بين قواته الا ان العدو تقدم من تل شعفاط واخذ يقصف رام الله . وقد نشبت معارك حامية بين الدبابات الاردنية ودبابات العدو فاضطرات القوات الاردنية للتراجع بعد غروب شمس 5 حزيران . وقد اعترف العدو على لسان حاييم هيرتزوغ بضراوة المقاومة الاردنية ، وقد قاتل جنود الصاعقة المصريون الى جانب الجنود الاردنيين في اللطرون .
اما القطاع الثالث فهو القطاع الشمالي اي قطاع نابلس حيث اناط الاردن مهمة الدفاع عن الجبهة بعرض 25 ـ 30 ميل تضم قباطية وجنين وطوباس ، بلواءين هما ؛ لواء خالد بن الوليد بقيادة العقيد عواد الخالدي . والذي يضم ثلاثة كتائب هي كتيبة موسى بن نصير 19 وكتيبة طارق بن زياد 20 وكتيبة عقبة بن نافع 21 ، وكان .والحقت به كتيبة الدبابات 12 ناقص سرية (م47) وكان قائد كتيبة الدبابات 12 هو الرائد صالح ابو الفول ، وقد استشد من كتيبة الدبابات 12 قائد احدى سراياها وهو النقيب محمد امين عبد الله المناصير العبادي ، اما اللواء الثاني فهو لواء عالية بقيادة العقيد تركي بعارة في منطقة طولكرم وقلقيلية ونابلس على جبهة بعرض 15_20 ميلا ، ويضم اللواء ثلاثة كتائب هي كتيبة الملك علي 5 وكتيبة الملك عبد الله 7 وكتيبة محمد الخامس 14.بالاضافة الى قوة احتياط لمساندة اللواءين تتالف من لواءين هما اللواء المدرع الاربعين ( دراوع ) ولواء القادسية ( مشاة) . وكان اللواء المدرع الاربعين بقيادة العقيد راكان عناد الجازي قي دامية غربي النهر ، ويضم اللواء ثلاث كتائب هي كتيبة الدبابات الثانية ( طراز باتون) وكتيبة الدبابات الرابعة ( طراز باتون ) والكتيبة الالية الاولى المحمولة ، والحق باللواء كتيبة مدفعية وبطارية مدفعية مضادة للطائرات ومفرزة مهندسين . اما لواء القادسية فقد كان بقيادة العقيد قاسم المعايطة في منطقة الجفتلك دامية غربي تهر الارن ويضم اللواء ثلاث كتائب مشاة هي كتيبة عمر بن الخطاب 41 وكتيبة سعد بن ابي وقاص 43 وكتيبة حمزة بن عباد المطلب 45 ، وكانت في جنوب جنين كتيبة الدبابات 12 المستقلة بقيادة الرائد طالح ابو الفول . اما جيش العدو على هذه الجبهة فقد كان يقوده العميد دافيد اليعازار وكان تحت امرته فرقة مدرعة بقيادة العقيد بيليد . ولواء مشاة آلي ولواء مشاة في منطقة بيسان ، ولواء مشاة بالقرب من طولكرم . بدأ العدو هجومه على هذه الجبهة الساعة الثالثة بعد ظهر 5 حزيران . على محورين محور جنين دير شرف ومحور جنين طوباس وادي الباذان . وبعد هجوم العدو العنيف امر قائد الجبهة الفريق عبد المنعم رياض اللواء الاربعين ليتحرك من اريحا الى غربي جسر دامية ثم يتحرك غربا لتعزيز الفاع عن منطقة جنين . وتحت القصف الجوي تحرك اللواء الاربعين وتمكنت احدى كتائبه من الوصول الى مثلث الشهداء ووصلت الاخرى الى محور سيلة الظهر والثالثة الى منطقة الكفير . وفي صباح 6 حزيران دارت معركة دبابات عنيفة مما اضطر العدو الى التراجع بعد ان خسر 24 دبابة ، الا ان تراجع قوات العدو كان هدفه افساح المجال للطيران لقصف القوات الاردنية ، الذي اخذت تقصف الدبابات الاردنية والاليات والسيارات ، كما نشبت معركة دبابات عنيفة الى الشرق من قرية الزبابدة . وفي الوقت نفسه لجأ العدو الى التضليل فارسل كتيبة مشاة اسرائيلية من بيسان باتجاه الجفتلك لايهام الجيش الاردني بانه ستقطع الطريق عليه وتصل الى جسر دامية وتحاصر القوات الاردنية . كما توجه رتل من قوات العدو الى اليامون وتمكن بعد معارك عنيفة من احتلال مواقع المدفعية الاردنية التي كانت تقصف المطارات الاسرائيلية ، ثم تقدم الرتل الى يعبد واحتلها ثم وصل الى جنوبي جنين واستولى ظهرا على عرابة . ثم واصل لواء العدو الالي تقدمه باتجاه الجنوب فاستولى على سيلة الظهر بعد قتال عنيف مع القوات الاردنية . وفي مساء 6 حزيران وصل اللواء الالي الى دير شرف وسيطر على مثلث الطرق الذي يربط نابلس وجنين وطولكرم وتمكنت قوات العدو من الالتفاف على نابلس يوم 7 حزيران .
وخاض لواء المشاة الاسرائيلي معركة ضارية مع القوات الاردنية التي كانت تدافع عن جنين فقد تصدت كتيبة الدبابات الرابعة لقوات العدو الا ان تدخل سلاح الجو الاسرائيلي دمر معظم الدبابات الاردنية .
وقد دارت اعنف معارك القطاع الشمالي في جنين ومثلث الشهداء الا ان الطيران الحربي الاسرائيلي دمر معظم الدبابات الاردنية في اللواء الاربعين . وقد وصف العدو القتال على هذا القاطع بانه عنيف جدا وكانت الدبابات الاردنية تشن هجومات معاكسة كلما تقدمت قواتنا ، وكانت الهجومات الاردنية من اشد المعارك التي شنها جيش عربي طوال حرب حزيران 1967 فقد تقدم اللواء المدرع الاربعين على مثلث الشهداء ( قباطية ) وهاجم مؤخرة اللواء الالي M جنوبي جنين ، واضاف الناطق باسم جيش العدو ان في معركة دبابة لدبابة استطاعت القوات الاردنية ايقاع خسائر فادة بالدبابات والمنجنزرات الاسرائيلية التي كانت تهاجم جنين من الجنوب الغربي .
واضطرت الدبابات الاسرائيلية الى التراجع . وعندما قامت دبابات اللواء الالي بهجوم اخر لسحب الدبابات الاسرائيلية المعطوبة فشلت ثانية في الوصول الى الموقع تحت نيران الدبابات الاردنيةلا المنتشرة بين اشجار الزيتون . فكانت قوات العدو على هذ القاطع تلجأ للخدعة والانسحاب غربا لتجعل الدبابات الاردنية تلحق بها فتون طعما سهلا للطيران الاسرائيلي فتقصفها بالقنابل والصواريخ وقنابل النابالم المحرقة ، مما ادى الى تدمير معظم الدبابات واستشهاد عدد كبير من الضباط والجنود الاردنيين . حتى انه لم يبق من دبابات اللواء الاربعين سوى سبع دبابات و16 مجنزرة ، حيث قاتل الاردنيون الى ان اعلن وقف اطلاق النار في الساعة العشرة من مساء يوم 7 حزيران . وقد حاصر العدو بعد معارك نابلس جنين كتيبة الدبابات الثانية غربي نابلس قرب مثلث بيت شرف فقد فوجيء قائدها المقدم صالح شويعر بالعدو يحاصرها فتقدم يهاجم العدو ليخرج من طوق الحصار ، فدارت معركة عنيفة بين الطرفين استمرت عدة ساعات من ظهر يوم 7 حزيران ، وقد استشهد قائد الكتيبة بعد ان تمكنت بعض دباباته من خرق الحصار وجرح قائد سرية الدبابات الثانية النقيب مجحم عارف الفايز . وقد خسر العدو على الجبهة الاردنية اكثر من خسائره على الجبهتين المصرية والسورية متجتمعتين .
وهكذا اتيح المجال في حرب 1967 لستة الوية اردنية من خوض غمار المعارك وهي لواء طلال في القدس واللواء الهاشمي في رام الله واللطرون ولواء خالد في جنين واللواء المدرع الاربعين في جنين واللواء المدرع الستين في القدس ولواء الامام علي في القدس . اما الالوية الاردنية الاخرى في الضفة الغربية فقد كان دورها كما يلي : لواء حطين بكتائبه الثلاث عبد الله بن رواحة 37 التي يقودها الرئيس فهد مقبول الغبين و جعفر بن ابي طالب 39 التي يقودها الرئيس عواد شهاب السرحان ، وصلاح الدين الايوبي 49التي يقودها الرئيس احمد اسعد غانم اما قائد كتيبة الدبابات العاشرة فهو الرئيس شمس الدين الشركسي ويقود كتيبة مدفعية الميدان الخامسة الرئيس عبد الحليم الدباس وكان اللواء بقيادة الرائد بهجت المحيسن وكان مدير اركان اللواء الرئيس نايف خالد المعايطة والحقت باللواء كتيبة دبابات السنتوريون في قطاع الخليل بين بيت لحم والسموع بواجهة عرضها 100 ميل وكانت مهمة هذا اللواء دفاعية واقتصرت مساهمته في القصف المدفعي ولم يتاح لهذا اللواء المشاركة الفعلية المشاركة بالمعارك الى ان صدر الامر لقطاعاته من قائد الجبهة عبد المنعم رياض بالنسحاب يوم 7 حزيران فتراجع عن طريق سعير البقيعة شرقي بيت لحم وقد تعرض اللواء لقصف جوي اثناء انسحابه ففقد اللواء جميع دباباته .
اما لواء عالية ؛ بكتائبه الثالثة 5 و 7 و 14 فقد كان في مواقع دفاعية عن نابلس طولكرم قلقيلية ولما اقتصر العدو على مهاجمة جنين فقد اقتصر نشاط هذا اللواء على تبادل القصف المدفعي مع العدو وفي ليلة 6/7 صدر الامر له بالانسحاب ثم صدر الامر ثانية بالعودة الى مواقعه مما عرضة لقصف عنيف من طائرات العدو الى ان صدر الامر بالانسحاب الشامل يوم 7 حزيران 1967 ، اي ان القائد عبد المنعم رياض لم يجد الاستفادة من هذا اللواء في المعارك . اما لواء القادسية ؛ بكتائبه 41 و 43 و 45 فقد كان في منطقة الجفتلك قريبا من بيسان وكان يعتبر احتياطا لقوات قطاع نابلس جنين ولحفظ الطريق الى جسر دامية ولم يتح المجال لهذا اللواء الاشتباك مع العدو وتعرض للقف الجوي العنيف وهو في مواقعه . اما لواء الامام علي بكتبيتيه 33 و 35 فقد كان في موقع الخان الاحمر يقوده العميد احمد شحادة الحارثي الشوبكي بينما كانت كتيبته الثالثة اسامة 31 قد فصلت عنه واسندت لها مهم احتلال جبل المكبر، وعندما اشتد الضغط على القدس صدر امر للكتيبتين الاخريين يوم 5 حزيران بالتحرك الى القدس وتمكنت احدى كتائبه من الوصول الى الطنطور والاخرى الى مشارف بيت حنينا الا ان القصف الجوي والتفوق العددي لقوات العدو اضطرهما للتراجع وتم اخراجهما من المعركة .
اما اللواء المدرع الستين الذي كان يتالف من كتيبتي دبابات 3 و 5 وكتيبة الحرس الملكي 3 فقد تحرك اللواء ظهر يوم 5 حزيران من مواقعه في النبي موسى الى الخان الاحمر حيث تعرض لقصف جوي شديد ولم يتمكن من التقدم ثم اعيدت منه كتيبة الى موقع النبي موسى ثم تحركت الى موقع الديوك بين اريحا والعوجا للدفاع عن اريحا بينما تقدمت كتيبة اخرى مع لواء الامام علي الى القدس لمساندة كتيبة اسامة وتعرضت للقصف الجوي العنيف وهي في طريقها ، وقد ادت الاوامر المتناقضة للواء المدرع 60 الذي يقوده المقدم الشريف زيد بن شاكر ومعه ركن العمليات الرائد عبد الحافظ السيد وركن الاستخبارات الملازم عيد كامل البدارين وضابط الارتباط الامير علي بن نايف وقائد كتيبة الدبابات الخامسة الرئيس خليف عواد السرحان وقائد كتيبة الدبابات الثالثة الرائد علاوي جراد النجادات وقائد كتيبة الحرس الملكية الثالثة الرئيس عوض خلف النعيمات وقائد كتيبة المدفعية المحمولة السابعة الرائد وليد الجندي فقد ادت الاوامر المتناقضة الى عدم تمكنه من الاشتباك مع العدو وتعرضه لنيران الطيران الحربي الاسرائيلي الى ان صدر له الامر بالانسحاب الى ظهر يوم 7 حزيران ، ولم تدخل القوات الاسرائيلية اريحا الا بعد انسحاب هذا اللواء . مساء يوم 7 حزيران .
وقد كان الجيش الاردني قد حارب على جبهة مجمل طولها 350 كيلو متر من حلحول والخليل جنوبا الى جنين وطوباس ودامية شمالا . وقد كان من الافضل كما يقول العميد العدروس ان يضم لواء حطين الى لواء طلال للدفاع عن القدس ، كما ان الاوامر المرتجلة والمتسرعة والمتناقضة اربك الفاعات الاردنية . كما ان اخفاء الحقائق على الجبهة المصرية عن الاردن رغم اتصال عبد الناصر بالملك فوت الفرصة على الاردن للاستفادة من الظروف المحيطة ، كما انه تم زج الاردن في اتون الحرب دون غطاء جوي ولم تصل قوات عربية لمؤازرة الجيش الاردني . ويبقى السؤال لماذا وضع الجيش الاردني تحت امرة قائد مصري ؟ دون ان تتخذ ترتيبات مماثلة في سورية ؟ وقد كان تحريك اللواء 60 من النبي موسى باتجاه الخليل لتوفير الدعم لقوة مصرية مدرعة قيل انها تتجه لبئر السبع ، وفي نفس الوقت تم تحريك اللواء 40 ليحل محل اللواء 60 وكان اللواء المدرع الاربعين يضم كتيبة الدبابات الرابعة بقيادة الرئيس مرزوق عشوي العنزي وكتيبة الدبابات الثانية ويقودها الرائد صالح عبد الله شويعر الشمري . وتعرض اللوائين للقصف الجوي العنيف وتدمير معظم الياتهما ، ثم التراجع ان القرار الاول بعد ثماني ساعات والامر باعادتما الى مواقعهما الاولى ، ثم ان لواء المشاة المدافع عن قاطع جنين لم يسند باي قوات رغم تركز الهجوم والقصف عليه . كما ان اللواء 40 رغم الاوامر المتناقضة تمكن من التحرك من اريحا الى دامية ثم تحرك غربا الى جنين بعد 15 ساعة من الحركة تحت القصف الجوي ، ورغم ذلك تمكن من صد هجوم العدو واضطره للتراجع . كما ان اللواء 6 تعرض في حركاته والاوامر المتناقضة الى القصف الجوي فقد تحرك من الخان الاحمر تحت القصف الجوي باتجاه القدس ثم صدر امر باعادة احدى كتائبه الى النبي موسى ثم امر الكتيبة بالتحرك الى مابين اريحا والعوجا وتمكنت الكتيبة من الوصول تحت القصف صباح يوم 7 حزيران . ثم ان الفريق عبد المنعم رياض ايضا رغم قراراته واوامره المتناقضة لم يكن هو الوحيد الذي يقود الجيش الاردني فقد كان الفريق اول محمد فوزي القائد العام للقوات العربية المشتركة يصدر اليه بعض الاوامر ويصدر الفريق عبد المنعم رياض القرارات بالنيابة عن فوزي وهكذا يبدو ان الاموامر المتناقضة والمرتبكة كانت تصدر عن طريق المشير عبد الحكيم عامر في القاهرة ادت الى انهيار جيش مصر في سيناء فقد كان القادة ياملون ان يصدر وقف النار والجيش الاردني يسيطر على اكبر قسم من الضفة الغربية الا ان ذلك يعني الانتحار والتدمير المحتم .
ولم يكن امام الاردن خيار فكتب جمال عبد الناصر الى الحسين برقية مساء يوم 6 حزيران يعلن فيها تدهولر الجبهة المصرية وانهيارها طالبا من الحسين اخلاء الضفة الغربية . واشاد عبد الناصر بالحسين والقوات المسلحة الاردنية وان المعركة فرضت على الاردن . وقد ادت برقية عبد الناصر بالفريق رياض لاصدار اوامره بالانسحاب من الضفة الغربية ولكن بعد ساعة من امر الانسحاب صدر قرار من مجلس الامن بوقف اطلاق النار . وكان لا يزال الجيش الاردني يسيطر على اجزاء كبيرة من الضفة الغربية وكذلك على المدينة القديمة من القدس واجزاء خارج السور وهذا ما جعل الفريق رياض يصدر امرا جديدا في الساعة الثانية و35 دقيقة من صباح يوم 7 حزيران بالغاء قرار الانسحاب من الضفة الغربية وطلب عودة القوات الى مواقعها وبدعم من الملك الحسين الذي ابلغ القرار للرئيسين عبد الناصر وعارف الا ان القوات لم تتمكن من العودة الى مواقعها نتيجة الارتباك الا ان اسرائيل لم تلتزم بقرار مجلس الامن وواصلت الهجوم على مصر والاردن فاضطر الفريق رياض لاصدار قرار نهائي بانسحاب القوات الاردنية من الضفة الغربية في الساعة العاشرة من صباح يوم 7 حزيران بحجة عدم موافقة مصر وقد اشاد رياض بالقوات الاردنية والعراقية وقال انها قاتلت ببسالة منقطعة النظير وادت القوات الاردنية واجبها بكل بسالة وشرف فبادرت مصر لتعيين الفريق رياض رئيسا لاركان حرب القوات المصرية المسلحة فور انتهاء الحرب وقبل ان يغادر رياض الاردن وبعد عامين سقط رياض شهيدا في 9 اذار 1969 وهو يدير معركة الاستنزاف عند قناة السويس .
وقد خسر الاردن القدس والضفة الغربية وقدم 700 شهيد و 6000 جريح و 530 اسير و 1683 سيارات نقل وناقلات جنود و180 دبابة و382 مدفع 2000 رشاش و 8000 بندقية و 845 قطة سلاح مختلفة وزعت على سكان القرى الامامية و 7000 طن ذخيرة و 21 طائرة اي كل سلاحه الجوي . وقدرت خسائر الاردن في السلاح والعدة والعتاد بمبلغ 70 مليون دينار اردني . وقد خسر العدو 983 قتيلا و4517 جريح اكثر من نصفهم على الجبهة الاردنية . فقد خسر العدو على الجبهة الاردنية 553 قتيل و 43 قتيل على جبهتي مصر وسورية و 2442 جريح على الجبهة الاردنية و 2075 جريح على الجبهتين المصرية والسورية .
كما خسرت الاردن المساعدات الاميركية التي بدأت عام 1957 واقفت الولايات المتحدة تزويد الاردن بالسلاح لاكثر من سنتين . فيما قدمت الدزول العربية دعما للاردن لاعادة بناء قواته المسلحة ؛ السعودية 15 مليون جنيه استرليني و امارة ابو ظبي 5 مليون جنيه و 500 الف جنيه من قطر و 150 الف جنيه من البحرين و 60 الف جنيه قدمتها الجالية الاردنية في دبي .
ووكان العراق قد وعد الاردن ان يساعده بارسال فرقة كاملة تضم 150 دبابة وسربين من الطائرات المقاتلة . ووعدت السعودية بارسال لواء وسوريا بارسال لواء ومصر بارسال كتيبتي صاعقة مصريتين وكتيبة من جيش التحرير الفلسطيني . فوصلت الكتيبتين المصريتين يوم 5 حزيران فقد التحقت كتيبة الصاعقة المصرية 33 بلواء خالد في قطاع جنين والتحقت الكتيبة 53 باللواء الهاشمي في قطاع رام الله وفي اليوم التالي وقع بعض جنود كتيبة الصاعقة 53 اسرى في يد العدو . ووصلت طلائع اللواء الثامن العراقي بقيادة اللواء محمود عريم الدليمي وصلت الى المفرق يوم 5 حزيران واتجهت الى الاغوار مثلث المصري ثم الى اريحا مثلث المخروق اريحا نابلس دامية ووصل لواءي مشاة عراقيين ولواء مدرع الى الرويشد فقد وصل جحفل اللواء الاول مشاة وتحرك من الرويشد الى محور ناعور جسر الامير عبد الله ثم سلم مسؤوليات الى لواء حطين الاردني ثم عاد الى الاحتياط في منطقة ناعور مرج الحمام اما اللواء 127 المجحفل فقد وصل المفرق ثم اخذ مواقع دفاعية في المفرق وعجلون واستمرت القوات العراقية في الاردن الى عام 1970، ووصلت كتيبة جيش التحرير مع الجيش العراقي . ثم بعد الانسحاب تحرك الجيش العراقي لمواقع دفاعية في مثلث العارضة . اما اللواء السعودي المكون من كتيبتين فقد وصل الى المدورة يوم 6 حزيران ووصل يوم 9 حزيران الى معان ولحقت به كتيبة ثالثة ، ثم انتقل الى القويرة بين العقبة ومعان ثم انتقل الى الكرك وكان يقوده الفريق محمد بن عامر الشهري وقد استمر اللواء السعودي في الاردن الى عام 1974 .
اما اللواء الالي السوري فقد وصل يوم 7 حزيران قرب الرمثا ثم وصل البقعة يوم 8 ثم وصدرت الاوامر له باتخاذ مواقع دفاعية في وادي شعيب ، وتحرك عائدا الى سورية يوم 8 حزيران نظرا لهجوم العدو على الجبهة السورية .