عمان ودمشق .. الطريق سالكة
فهد الخيطان
16-10-2018 12:51 AM
أوفت الحكومة بوعدها فتح المعابر الحدودية مع سورية، في حال توفرت الشروط اللازمة خلافا لمزاعم رددها البعض بوجود ضغوط خارجية على الأردن تحول دون قراره المستقل في هذا الشأن.
قبل ثلاث سنوات اضطر الأردن لإغلاق المعابر مع سورية بعد اختفاء مظاهر السيادة على الجانب السوري من الحدود، وما أن عادت السيطرة للقوات السورية وأجهزتها التنفيذية، تشكلت لجان فنية وأمنية مشتركة لوضع الترتيبات الكفيلة بفتح معبري نصيب وجابر.
العملية ماتزال في بدايتها، نظرا لعدم اكتمال التجهيزات الفنية على الجانب السوري، ورغم ذلك وفر الأردن للأشقاء السوريين الخدمات المطلوبة لاستكمال إجراءات التخليص والفحص، لحين اكتمال عمليات إعادة البناء والتجهيز في المركز الجمركي السوري.
على جانبي الحدود سادت موجة من التفاؤل بفتح المعابر بين البلدين، وبود بالغ استقبل الأردن أمس أول وفد اقتصادي سوري يمثل القطاع الخاص، فيما كانت أول شاحنة أردنية محملة بالخضار تعبر صوب الشام.
يحتاج الأمر بضعة أسابيع كي تستعيد حركة التجارة بين البلدين زخمها السابق، وفي ذلك مصلحة للطرفين، ولدول شقيقة كلبنان التي كانت مهتمة جدا بفتح المعابر لمعاودة حركة تصدير الخضار والفواكه للسوق الأردني وللأسواق الخليجية عبر الأردن.
لسورية مصلحة كبرى في فتح المعابر، فمن الناحية السياسية يعد ذلك حدثا يدلل على عودة السيادة السورية على حدودها، وعودة الحياة إلى طبيعتها، بانتظار فتح الحدود مع العراق وتركيا.إلى ذلك الحين سيشكل الأردن نقطة وصل رئيسية لسورية مع أسواق التجارة العالمية، ومدخلا رئيسيا لورشة إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وعلى مستوى القطاع الخاص في البلدين من المتوقع أن يدشن الطرفان مشاريع مشتركة، وصفقات تجارية تعود بالنفع على اقتصاد البلدين. المصالح المتبادلة هي ما ينبغي أن يحكم علاقة البلدين في المرحلة الانتقالية المقبلة.
وخلال المرحلة المقبلة يحتاج البلدان لتعزيز سفارتيهما في عمان ودمشق بالكوادر الدبلوماسية لمجاراة التطور في العلاقات الاقتصادية، بما يمهد لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لاحقا.
مصلحة الأردن هي استعادة جيرانه العرب استقرارهم وأمنهم، وفي المقدمة سورية والعراق، بعدما دفع ثمنا باهظا لحالة الفوضى والخراب التي ضربت البلدين الشقيقين.
مسألة اللاجئين تمثل هما مشتركا للطرفين. وبالنسبة للأردن يقضي الواجب العمل مع الجانب السوري والأمم المتحدة لتسهيل عودة السوريين إلى ديارهم، وهذا يتطلب منا دعم جهود إعادة الأعمار وانتعاش الاقتصاد السوري لتوفير بيئة اجتماعية ملائمة للسوريين الراغبين بالعودة.
الأردن لن ينطلق في دوره هذا من نقطة الصفر، فقد دعم بقوة جهود استعادة الأمن في الجنوب السوري وساعد في تهيئة الظروف لعودة الجيش السوري إلى الحدود وانتشار قوات الأمن في المناطق التي أخلتها الجماعات المسلحة والإرهابية.
لايخفي الأردنيون فرحتهم بفتح المعابر مع سورية، مثلما كان حالهم عند فتح معبر الكرامة مع العراق الشقيق، فرغم الخراب الذي حل بأمتنا،يظل الشعور بالهوية الجامعة والمصير المشترك ساكنا في الوجدان الأردني.
الغد