تتزايد الاصابات بانفلونزا الخنازير ، في العالم ، والمنطقة العربية ، ويخرج من يقول ان موسم عمرة رمضان لهذا العام ، قد لا يتاح ، كما ان الحج قد لا يتاح ، اذا بقي الوضع كما هو عليه.

مفتي السعودية "عبدالعزيز آل الشيخ" حرم السفر الى دول عديدة في العالم ، منها الدول الاجنبية وبعض الدول العربية ، واستشهد المفتي بمرض الطاعون الذي حذر الرسول من السفر الى اي بلد يقع فيه ، والشيخ الذي حرم السفر ، خوفا من نقل المرض ، يفتي ضمنيا بموقف اخر من القادمين ، ايضا ، الى الديار المقدسة ، حيث في رمضان والحج ، تنتشر الامراض الصدرية والسعال والرشح ، وكل هذه المشتقات ، مما يجعلنا امام حاجة للتعبير عن موقف شرعي ، بشأن العمرة في رمضان ، والحج لهذا العام ، خصوصا ، ان القادمين هم بالملايين من كل الدنيا ، واحتمال انتشار هكذا وباء ، يبقى واردا في ظل هذه الاعداد ، والاختلاط ، في ظروف ليست سهلة اساسا.

يخرج من يقول انه لا يجوز الدعوة لوقف موسم الحج لهذا العام ، وهو رأي اخر ، برغم ان الرد سهل وبسيط ، فالحج لا يتوقف ، ويبقى متاحا في هذه الحالة لسكان المملكة العربية السعودية فقط ، حيث يمكن السيطرة على الامر ، في حين ان فتح الحج لعشرات الجنسيات من كل دول العالم ، يجعل السيطرة قليلة او منعدمة ، وليس معقولا ان تقوم السلطات السعودية بفحص الملايين القادمين خلال رمضان ، والملايين القادمين ، خلال الحج ، ولا بد من خطوات اخرى تتمثل باجراءات وقائية ، واذا كان المفتي حرم السياحة الى دول لا تعد ولا تحصى ، خوفا من نقل المرض ، فان فتواه لها وجه اخر كما اسلفت يتمثل بمنع بعدم السماح للقادمين من هذه الدول بأداء العمرة او الحج ، خلال هذا العام ، حتى يتبين حل نهائي لمرض الانفلونزا.

السلطات الصحية لدينا ، اعلنت ان لديها خطة للتعامل مع المرض ، عبر تطعيم ثمانين بالمائة من الناس ، وواقع الحال يشي بتحرك جيد لوزارة الصحة ، في مواجهه المرض ، عبر الشفافية ، والاعلان عن الحالات التي اصيبت ، والخطوات الاخرى التي تم اتخاذها ، غير ان لا احد يفتي ايضا ، بمنفعة التطعيم المسبق ، في وجه المرض ، وهل يكفي لمواجهته ، وهو امر بحاجة الى حسم طبي ، خصوصا ، اننا نسمع عن حالات وفاة ، في الولايات المتحدة الامريكية ، الاكثر تطورا على الصعيد الطبي ، حيث لم تتمكن دولة بثقلها وعلمها ، من حصر الوباء.

الامر لا يقف عند حدود الاخوة السعوديين ، بل الواجب اليوم ، ان يعلن الاردن رسميا موقفه ، اذا استمر الوضع على ما هو عليه ، من ذهاب مواطنيه الى العمرة في رمضان ، واداء الحج ، في سياق تنسيق لمكافحة المرض ، حتى لا تبدو السعودية في صورة من يمنع العمرة او الحج ، لان القضية اعقد من ذلك بكثير ، وتتعلق بقرار جماعي ، وليس فرديا ، ولعل الاهم ان نتأكد من حجم الخطر ، وان لا نقع اسارى التضليل الدولي ، الذي يهدف الى بيع ادوية بالمليارات ، من جهة ، وتعطيل الحج والعمرة من جهة اخرى كهدف للبعض.

هل سيكون الحج ممنوعا هذا العام؟. سؤال برسم الاجابة.

m.tair@addustour.com.jo