هكذا خاطب جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة الثامن عشر الاردنيون مناديا الجميع ان يتذكروا الاردن وإنجازاته ، لم يكن هذا النداء الا تأكيداً على أهمية الاعتزاز بكوننا دولة تستحق شعبها ويستحقها .
الإنصاف هنا يبدأ من إيماننا بقوتنا كأردنيين يعيش الوطن فينا قبل ان نعيش فيه ، إن الإيمان بأنفسنا وتقدير ذاتنا هو ما أراد جلالة الملك ان يذكرنا به.
كيف لا ومنا الجندي ومنا الاقتصادي والمزارع والطالب والمخترع والعامل والمعلم والعالم والفنان والمبادر والريادي ....الخ.
هذا الوطن بفسيفساء المواطن ، أهزوجة غنتها الأمهات للأجيال تسرد قصص البطولات ، لرجال الاردن الذين رهنوا حياتهم لبناء الوطن .
ان حكاية ومسيرة عطاء غفلنا عنها بسبب الكثير من الأحداث والحوادث جاعلين همنا الانتقاص من الإنجاز والتشكيك في تاريخنا وقدرتنا لتحمل المسؤولية ، إن ما مارسناه عبر السنوات الماضية من ترويج للإحباط وقع على الأجيال فورثناهم وهماً وحملناهم عبئاً لم يكن لهم فيه درو ، فضعف الثقة
الإحباط والانسحاب كما قال جلالة الملك فان الاوطان لا تبنى بالتشيك وجلد الذات .
الإنصاف اليوم ..
واجبنا اليوم ان نكون مشجعين وداعمين للأجيال كي تبني الاوطان بالعلم والمعرفة واتاحة الفرصة لهم لتولي المسؤولية معززة بالثقة وإلايمان بقدراتهم ، فكم نحن بحاجة لإعادة الأمل في النفوس وزرع بذور العطاء في نفوس الشباب ليكونوا قادرين على رفع الرايات ومشاعل العطاء ، لتكون حكوماتنا قادرة بهم ولهم ويكون الاستثمار الحقيقي بهم ومعهم .
الإنصاف الحقيقي ...
الأفعال تسبق الأقوال ، الشعور بالأمان لمد جسور الثقة ، الإيثار كقيمة تتيح المجال لابراز النخب وتحويل التحديات لفرص، لنعمل معا على أنصاف أنفسنا وأبناءنا، عندها ننصف الوطن ونحقق رؤية سيد البلاد بإنصاف الأردن العظيم بشعبه وشبابة ومقدراته وتاريخه الذي كتبناه بأخلاقنا وإخلاصنا ، دام الإنصاف ودمتم .