هذه حقيقة. يقول أمير الشعراء شوقي" إن التعاون قوة علوية" فما بالك لو كان الفعل الإنساني يعم البسيطة؟ اترك الخيال لك ، وأغوص في واقع تتمناه دولة ، فكم كان ملحاً لأن تنشأ مؤسسة تنهض بالرعاية الصحية لجانب الوزارة ، التي ظل يزداد العبء عليها عاما إثر عام ،رغم ما طور في بناها التحتية، جوانب هذا العبء قد تلمسه بتقصير خدمة ، أو إكتضاض المراجعين ، واخرى لا تعد ، تفهمها من صوت الشكوى إذ علا .
ما قاله شوقي آل إلى الأردن خيرا، بتأسيس مجلس إعتماد المؤسسات الصحية ٢٠٠٧م الذي ما أن أتم أعوامه العشرة حتى قلب الطاولة ، وأعاد ترتيب كثير من الشؤون الصحية، فقد حضر مدججا بمعايير ومنهجيات ، و سبعة برامج متخصصة تصب في هدف واحد "تحسين الرعاية الصحية وجودة الخدمات" . بناها رجوعا إلى الممارسات الفضلى العالمية والمحلية ، حسب تصريح مديرة دائرة الإعتماد لديه ، وحسب واقع يشهد له .
ما كانت بمهمة سهلة ، فقد احتضن أسخن ملف ، وأخذ على عاتقه رعاية قطبي المعادلة ، ووضع يده على الجرح . والأكثر أنه مؤسسة غير ربحية، أي أن رعاته ليسوا بتجار ، وهل كنا نحلم بأكثر من ذلك! هذا وحده مكسب وطني كبير يستحق الدعم. التوعية الوطنية بوصلته، وبرامج عمله مجدافه ، ونحن كمواطنين الريح التي تسير به ، فلا نريد للريح أن تعاكسه لتعود بنا إلى زمان لا عزاء فيه ،ثقيل على قلوبنا ذكراه ، سنبدو كقطاع طرق بجهلنا .وما سبل دعمنا إلا بأن نسوس أعصابنا ما أمكن ، وأن نقلل من حدة مزاجنا أثناء تلقينا الخدمة ، وبأن نكون عينه اليمنى بوعينا بحقوقنا؛ لنتيح له المجال ليكمل مسيرته .
اليوم فيما أقلب ما أقلب من أسماء منظمات ومؤسسات مدنية وحقوقية في الأردن ، أستطيع أن أضع المجلس على رأس القائمة ، بل وأزكيه ؛ لما يتبنى من رسالة ، ولما نال المواطن من نصيب الأسد من نفعه.
لعلامات النهضة والإنعاش التي أحدثها المجلس في القطاع الصحي إذا ما أغراك السؤال أكثر، تصفح نجاحاته التي أعيت المداوي فثمة ١٥٢ مؤسسة رعاية صحية من مستشفى لمركز صحي ومختبر ووحدات تصوير الثدي نالت شهادة الاعتماد - واخرى تتحضر - زانت أسماءها لاين موقع المجلس الإلكتروني ، أو زر تلك المراكز. أسأل المجتمع المحلي ستشعر بالغبطة .
المجلس بعيني مثل برامج " PowerClean" في هواتفنا الخلوية لمن يحرص على دوام الجودة . اتمنى على من قرأ مقالي أن يطير بشغف لغوغل؛ بحثا عن هذا النجم الذي أضاء كثير من خدماتنا الصحية برعاية الأميرة منى الحسين المعظمة.