في ظل عزوف الشخصيات السياسية عن الاشتباك الايجابي مع الشارع الذي يعيش حالة من التوهان نتيجة الواقع الذي نمر به من اوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة وحالة انعدام الثقة بين المواطن والحكومة.
وفي خضم التحديات الدولية وما نسمعه او يترجم على ارض الواقع من فرض ورسم سياسات تمهيدا لمستقبل مجهول لا نعلم منه سوى تسريبات من هنا وهناك وما يصاحب ذلك من اشاعات تصبح حقيقة وواقعا في لحظة معينة دون ان نكلف انفسنا عناء التفكير والتحليل.
ومع عدم وجود نخب سياسية وشخصيات مؤثرة في الشارع اصبح لزاما على الحكومة ان تقود دفة القيادة بنفسها وان تتصالح مع الشارع وخلق علاقة جديدة تقوم على المصالحة والمكاشفة تقود الى اعادة - ولو الحد الادنى من -الثقة المفقودة منذ زمن.
ان سبب ابتعاد السياسيين خاصة من الشخصيات البيروقراطية عن الشارع اصبح معروفا في ظل صعود اشخاص جدد نتيجة عوامل كثيرة اضافة الى تغييب هذه الشخصيات عن القرار والمعلومة احيانا مما ولد لديهم حالة من اللارضى دفع بهم الى اتخاذ قرار الابتعاد الاختياري في ظرف اصبح المواطن يشكك في كل شئء ولا يثق بهم اصلا.
وللوصول الى حالة التفاعل والاشتباك الايجابي بين طرفي المعادلة ليس صعبا او مستحيلا بل اصبح معروفا من خلال العدالة والمكاشفة وتطبيق القانون بعدالة دون استثاء او محاباه بعيدا عن الشللية والمحسوبية اضافة الى محاربة الفساد؛ لان الاصل هو تطبيق القانون بشكل عادل وعدم اسقاطه على حالة معينة.
وبعد ان تجاوز عمر الحكومة الـ 100 يوم واجرت تعديلها الوزاري الاول يجب ان تكون قد دخلت دائرة اتخاذ القرارات والاجراءت المبنية على دراسات الى مرحلة العمل والتنفيذ الحقيقي بحيث يلمسها المواطن، وان يكون لديها تصور واضح عن كيفية التعامل مع الشارع المتحفز بعد ان انهكته الظروف والتحديات، وعلى الرغم من ذلك فانه متفائل او على الاقل يقنع نفسه بذلك بسبب حبه لوطنه ولبساطته ايضا فانه يقبل باقل القليل ليمضي مشواره بامان وعيش كريم ولو بحده الادنى بعد ان قدم كثيرا من الصبر والتضحيات على حساب قوته ولقمة اسرته محافظا على امن واستقرار وطنه وذلك شعورا منه بمسؤوليته تجاه الوطن.
والان جاء دور الحكومات لتفي بما التزمت به وان تتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها وان تعمل على تحويل التحديات الى فرص حقيقية وتحسين مستوى معيشة المواطن وان تكون حازمة في تطبيق القوانين وتوزيع المكتسبات بعدالة؛ لأنه لا» يعقل بان نبقى على مقولة علي يرث وعلي لا يرث « اي جاء وقت العمل؛ لاننا لا نملك ترف الوقت.