facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




التربية الإعلامية في مواجهة المعلومة الخبيثة!


سليمان الطعاني
14-10-2018 10:30 AM

بات الحديث في موضوع التربية الإعلامية أمراً ملحاً وضرورياً في ظل العيش في واقع إعلامي جديد محاصر بكم هائل من الرسائل الإعلامية والمعلومات التي تتفق في بعضها مع قيم وأخلاقيات وثقافة مجتمعنا، ولكنها في الجانب الأكبر منها تقدم مضامين ومعلومات وصورا مشوهة من جانب بعض الجهات أو الهيئات أو الافراد مما يجعل الفضائيات والإنترنت وسائل اتصالية خطيرة في تزييف الواقع الخاص بهذا المجتمع او ذاك وكذلك في نقل معلومات مضللة أو مشوّهة إلى الأفراد والمواطنين‏، فضلاً عمّا تروّجه هذه الوسائل من مضامين إباحية يمكن أن تسهم في تدمير منظومة القيم التربوية والاخلاقية عند الشباب والمراهقين والاطفال‏.

في إطار هذا الواقع الجديد بإيجابياته وسلبياته والذي أفرزته لنا تكنولوجيا الاتصال الحديثة يكون من الضروري أن نفكر في الاسلوب المناسب الذي يحمي الاجيال الجديدة من الشباب والمراهقين والاطفال من التأثيرات السلبية للرسائل الضخمة المنقولة عبر الفضائيات والإنترنت‏، ومن هنا أصبح من الضروري ان نهتم بنشر وتعليم مبادئ التربية الاعلامية وهي تعد ثورة جديدة في مجال الإعلام‏، وهذه الثورة تضع أسس التعامل مع الرسائل التي يتعرض لها الجمهور على مدى اليوم من خلال وسائل الاعلام المختلفة‏.
‏‏
نعيش في عالم تتدفق علينا فيه المعلومات على مدار الساعة، مسموعة ومقروءة ومصوره. معلومات تحمل قيم واتجاهات الذين أعدوها، معلومات مغلفة بالحقائق والأعراف والمسلمات لتدسّ فيها الأفكار الهدامة والاشاعات المغرضة، وبلمسة واحدة على ال "واتس أب" تنتقل هذه المعلومات بسرعة البرق الى اعداد هائلة من البشر وفي كافة انحاء الكرة الأرضية! الخطورة ليست في وجود هذا الكم الهائل من المعلومات، وإنما إمكانية الوصول إليها من قبل الأفراد من جميع الأعمار، في وقت لم يعد للخصوصية مكان في عالم مفتوح بهذه الصيغة،

التربية الإعلامية باتت ضرورة للتعامل مع هذا الواقع الجديد، وقد أحكم الإعلام سيطرته وسطوته على الجميع مسلياً ومربياً وموجهاً، يطل علينا كل يوم بأسلوب مبتكر، وفي كل مرحلة بتقنية جديدة، متجاوزاً حدود الزمان والمكان، مما جعل التربية التقليدية تفقد سيطرتها على أرضيتها، من هنا بدأت التربية الإعلامية أساسًا كأداة لحماية الأفراد من الآثار السلبية للرسائل الإعلامية. التربية الإعلامية تعني مهارة التعامل مع الإعلام، لتحقيق منافع تربوية وهي مشروع دفاع هدفه حماية الشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الإعلام، وتوعيتهم على تجاوزها وإعدادهم للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة.

مع الإعلام الجديد تطور مفهوم التربية الإعلامية بحيث لم يعد مشروع دفاع فحسب بل مشروع تمكين يسعى إلى فهم الثقافة الإعلامية وحسن الانتقاء والمشاركة فيها بطرق ذكية، التربية الاعلامية تمكّن الأفراد من الوصول إلى فهم وسائل الإعلام والطرق التي تعمل بها، وتمكّن الافراد من اكتساب مهارات استخدام هذه الوسائل للتفاهم مع الآخرين والمقدرة على تفسير وبناء المعنى من الرسائل الإعلامية والمقدرة على الاختيار وتوجيه الأسئلة والوعي بما يجري حول الفرد بدلًا من أن يكون سلبيًا ومعرضًا للاختراق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :